بحري - منتجع باسقات - أيوب السليك انتهجت (الأهرام اليوم) نهجاً وأسلوباً معيناً بتنظيم رحلات تروحية إيماناً منها بأهمية وسائل الترفيه عن النفس والإعداد الذهني والجسمي في رفع الروح المعنوية للعاملين والمحررين؛ لتجديد الطاقات وشحن وتغذية الشرايين لبذل مزيد من الجهد والتطور والحداثة، بالإضافة إلى جوانب فيها تلبية رغبات فطرية في الإنسان من حب المخالطة والمرح والترفيه. يعد الترويح عن النفس من الأمور المهمة التي يحتاجها المرء في حياته، وأهمية الترويح عن النفس تبرز في جوانب كثيرة منها تحقيق التوازن بين متطلبات الكائن البشري (روحية - عقلية - بدنية)، وهو يسهم في إكساب الفرد خبرات ومهارات وأنماط معرفية، كما يسهم أيضاً في تنمية التذوق والموهبة، ويهيئ للإبداع والابتكار، وينقذ الإنسان من الملل والضجر وضيق الصدر، وينسي الإنسان ما يعانيه من آلام نفسية أو حسية، وذلك أن الإنسان في زحمة الحياة، وضغط العمل بحاجة إلى الترويح عن النفس ليتجدد نشاطه وحيويته. والترفيه من أوجه الأنشطة غير الضارة التي يمكن أن يقوم بها الفرد أو الجماعة طوعاً في أوقات الفراغ، بغرض تحقيق التوازن أو الاسترخاء للنفس الإنسانية؛ وهو وسيلة لا غاية، وسيلة من الوسائل التي يستطيع بها الإنسان تحقيق التوازن بين جوانبه المختلفة، وينبغي ألا يكون فيه إفراط ولا تفريط، وهذا الأسلوب تفتقده غالبية المؤسسات العامة أو القطاع الخاص.. لكن (الأهرام اليوم) اختارت التميز في أدائها، وتقوية العلاقات الاجتماعية بين العاملين وإزالة ترسبات ضغوط ماكينة العمل المستمرة.. ليعود الجميع إلى مظلة العمل بروح مرتفعة ومعنويات ذات دفع رباعي لزيادة الإنتاج وتجويد الأداء. أمس الأول (السبت) انطلقنا نحن المحررين والعاملين بكافة أقسام هذه الصحيفة إلى منطقة سياحية ببحري (منتجع باسقات السياحي)؛ في رحلة نظمتها إدارة الصحيفة والتزمت بدفع تكاليفها احتفالاً بالزملاء الذين ودعوا حياة العزوبية ودخلوا القفص الذهبي بزواج ميمون وزيجة مباركة: (الوسيم محفوظ بشرى، عرفة وداعة الله)، (الوجيه المهندس محمد عثمان جلال، صفاء الصادق إبراهيم)، (أحمد البشير، صفاء عبد العزيز). وعند وصولنا بدأ الزملاء يتجولون عبر ممرات المنتجع، حيث المناظر الخلابة التي ابتهجت لها القلوب، فجلسنا جميعنا داخل قطية وبجانبها مظلة جميلة مسقوفة بالقش تهدئة للأنفس واسترخاء للجسم المنهك من التعب، وكان تبادل الحديث والنكات والمداخلات الطريفة والمضحكة ما بين الزملاء ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، فالمنطقة رائعة وجذابة والتنظيم كان رائعاً وفناناً، فجمال المناظر الخلابة وانتشار المزارع الخضراء وجداول المياه زادتها بهاءً، فمن اختار هذا الموقع فنان. وعند الساعة الثانية ظهراً تأهب الجميع لمأدبة الغداء الدسمة، المكونة من تشكيلات رائعة تحكي عن فن الطبخ. كان اللقاء ممتعاً أراح النفوس وحرك الأحاسيس والمشاعر المتجمدة من دوام العمل اليومي الشاق، فطرب الحضور وفي مقدمتهم قائد السفينة رئيس التحرير الهندي عز الدين وحرمه المصون، وبجانبه رئيس مجلس الإدارة عبد الله دفع الله، وعضو مجلس الإدارة مزمل أبو القاسم. فطربوا وتمايلوا مع روائع الغناء. ولأول مرة يكتشف العاملون بهذه المؤسسة أن الأستاذ الهندي عز الدين يحمل في دواخله خزائن من الشعر؛ عندما ألقى قصيدة شعرية جميلة توحي بأنه يمتلك مقدرات شعرية فذة. المطرب الشاب الفنان الواعد وليد بري؛ بمصاحبة العازف محمد جبارة؛ صدح بصوت غنائي جميل تمايل ورقص معه الجميع وحرك المشاعر المرهفة، فطرب الجميع وكان يوماً جميلاً رغم موجة الأتربة التي ضربت الخرطوم بحري ولم تؤثر على جماليات الرحلة الترفيهية.