{ يحتاج الصحفيُّون، أكثر من غيرهم من أصحاب المهن الأخرى، إلى الترويح عن أنفسهم ساعةً بعد ساعة - إن وجدوا الوقت - لأن (النفوس إذا كلت عميت).. أو كما جاء في الحديث النبوي الشريف. { لكن عجلة الصحافة ودوّامتها اليومية لا تدع صحفيَّاً محترفاً ومتفرغاً لمهنة المتاعب، يخلد للراحة، أو يهنأ بإجازة لشهر أو أقل، كما يفعل الموظفون والعمال في مختلف المرافق العامة والخاصة بالسودان، أو غيره من بلاد الدنيا. { ولذا، فإن إدارة (الأهرام اليوم) انتهزت السانحة يوم (السبت) الماضي لتحتفل بثلاثة من شبابها دخلوا (القفص الذهبي) خلال الأسابيع الماضية: (محفوظ بشرى من قسم التدقيق، وأحمد البشير من الحسابات، ومحمد عثمان من قسم الإنترنت)، بالإضافة إلى أختنا الصغيرة العروس «عرفة وداعة الله» التي لم يمض على انتسابها للصحيفة شهران حتى اختطفها الفارس «محفوظ» إلى (عشَّة) الزوجيَّة، دون تسويف، أو تعقيد في الإجراءات والطقوس!! أيام معدودات، وأصبح الزميلان عروسيْن بالعديل والزين!! { الفكرة جاءت من القاعدة، ثم صعدت إلى أعلى، إذ ابتدرتها الزميلة «ابتهال ادريس» من قسم التحقيقات، وهي بالمناسبة (حرم) سكرتير التحرير الزميل «محمد الفاضل»، وكان قد اختطفها أيضاً سريعاً، عندما كنّا وكانا بالعزيزة (آخر لحظة)، ولم يستغرق الأمر أيضاً سوى بضعة شهور، فدخلا (دنيا أخرى) وأنجبا «مؤمن».. جعله الله من المؤمنين.. العابدين.. القانتين. { وافقتُ على الفور على مقترح الاحتفال بالعرسان الثلاثة وعروساتهم، وراقت لنا فكرة (الرحلة) إلى مزارع واستراحة (باسقات) بمنطقة شرق النيل، خاصة بعد أن اكتشفنا أن صاحبها هو الرجل المفضال.. الهادئ الوقور الأستاذ «إبراهيم عبدالحفيظ»، الذي حملته صراعات (الإسلاميين) إلى ضفة (الشعبي)، ثم إلى منتجعات (باسقات)، حيث تفرّغ لخدمة المواطن بترقية المتنزّهات السياحيّة، وتطوير ثقافة الترويح بالخرطوم إلى المساحات الخضراء المزينة بالتراث السوداني.. والمواد المحلية.. القطاطي.. والرواكيب الأنيقة.. والنخيل.. والنجيل.. و(الخَدَار).. والهواء الطلق.. عشرين فداناً.. من الجمال والنضار!! و«إبراهيم عبد الحفيظ» (يُطلِّق) السياسة.. ويزرع أشجار البرتقال.. (ألف) شجرة..!! والنخيل (ألف) شجرة.. والمانجو.. والليمون.. والبقية تأتي..!! { قضينا سحابة يوم (السبت) هناك في (باسقات).. روَّحنا عن أنفسنا نحو خمس ساعات.. كل العاملين بالصحيفة.. إلا قليلاً كانوا هناك.. ثم غادروا المكان قُبيْل المغيب.. وصدرت (الأهرام اليوم) في اليوم التالي في وقتها المعتاد!! { كانت صاحبة الفكرة تقترح (دفع) مساهمات من الزملاء بنظام (الشيرنج) لمقابلة نفقات هذا اليوم، هذا بعد تفضُّل «شيخ إبراهيم» بخصم نسبة معتبرة من (الفاتورة). { غير أني قلت لزملائي بالإدارة والتحرير «خمسة ملايين جنيه» من عملتنا القديمة لا تعني شيئاً في ميزانيّة النشاط الاجتماعي وتوثيق الرابط الأسري بين العاملين في هذه المؤسسة، الذين جاءوا بزوجاتهم، وأطفالهم، يزرعون الفرح في مزرعة «إبراهيم عبد الحفيظ»..! { أدعو المؤسسات الصحفية والإعلامية وجميع شركات القطاع (الخاص) إلى تخصيص ميزانية سنوية للنشاط الاجتماعي تحت شعار: (روِّحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن النفوس إذا كلّت عميت).