هدد رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، بإغلاق الخط الناقل لنفط الجنوب حال رفض حكومة الدولة الوليدة استمرار قسمة النفط أو دفع رسوم وضرائب مقابل نقله عبر الأراضي الشمالية. وقال البشير في لقاء جماهيري بإستاد مدينة بورتسودان في ختام زيارته إلى ولاية البحر الأحمر أمس (الثلاثاء) إن حكومته لن تستجدي حكومة الجنوب في ما يتصل بعائدات النفط، وإن أمامهم ثلاثة خيارات فقط، مجدداً حرصهم على استدامة العملية السلمية بين الشمال والجنوب، إلا أنه قال: «نحن ما ناس حرب إلا يكونوا عايزين اتلولوا». وطالب البشير منسوبي الحركة الشعبية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بعدم الارتهان لها، وقال إن عليهم أن يتذكروا أن الجنوبيين خدعوهم بأطروحة السودان الجديد للقتال بجانبهم ومع ذلك فصلوا الجنوب، مؤكداً حرصهم على وحدة ما تبقى من أراضي البلاد، وزاد: «ما بنفرط في شبر مرة تانية». وقلل البشير من ما سماه ادعاء الغرب بانتهاك حكومته لحقوق الإنسان، وقال إن من ينتهكونها هم حلفاؤهم الذين تنكروا لهم، وتساءل: «وين الرئيس المصري حسني مبارك؟ ووين رئيس مخابراته عمر سليمان؟»، وقال إنهما تعاونا مع أمريكا والغرب وتآمرا ضد السودان، وأردف: «لكن من أعان ظالماً سلطه الله عليه». وأشاد بدولة الكويت في إعمار الشرق. وفي الأثناء أشاد والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا بالتعاون المشترك بينهم وجبهة الشرق، الأمر الذي أسهم في استقرار الولاية وتنميتها، وقال إن اتفاقية الشرق تعد نموذجاً لكل الاتفاقيات. وكان الرئيس البشير قد افتتح عدداً من المنشآت المهمة بمحلية بورتسودان بحضور والي البحر الأحمر د. محمد طاهر إيلا والوفد المرافق للرئيس، وشملت المنشآت مستشفى الوحدة العام بسعة (35) سريراً ويضم أقساماً للجراحة والباطنية والنساء والتوليد والأطفال وغرفة عمليات وغرفة أشعة ومعملاً للتحاليل الطبية، وذلك بتكلفة مالية بلغت مليوناً وتسعمئة ألف جنيه، بتمويل من وزارة المالية الاتحادية، كما افتتح مصنع الجبص بسعة تشغيلية تبلغ مئة ألف طن سنوياً، كما افتتح «جملون السمك» الذي يعتبر امتداداً إضافياً لسوق السمك الاقتصادي ببورتسودان وذلك بتكلفة مالية تبلغ (760) ألف جنيه بتمويل من حكومة الولاية، كما افتتح الرئيس مركز طب الأطفال الذي شيدته منظمة «إميرجنس» الإيطالية ويسع ثلاثين سريراً وبه قسم خاص لجراحة القلب المفتوح. كما افتتح مشروعات الكهرباء بأحياء الوحدة، وسقر، ودار السلام، وافتتح سيادته مستشفى الشرطة التخصصي الذي يسع لمئتي سرير ويضم أقسام الجراحة، النساء والتوليد، الأطفال، الباطنية، والأشعة، ومعمل التحاليل الطبية. كما افتتح السيد الرئيس مجمع الحرفيين الذي يضم (400) موقع وتم تمويله من بنك المزارع التجاري «التمويل الأصغر»، كما تفقد الرئيس سير العمل في تنفيذ مشروع الخط الناقل للمياه الجديد من أربعات إلى مدينة بورتسودان بطول (45) كلم. ودشن مدينة الحرفيين ببورتسودان التي تبلغ تكلفتها الإنشائية مليوني دولار بتمويل من مصرف المزارع التجاري وتستوعب (451) حرفة، وقد قام رئيس الجمهورية بحضور الوفد المرافق له ومحمد طاهر إيلا والي ولاية البحر الأحمر، وأميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي، بتسليم نماذج من الحرفيين مواقع للعمل بمدينة بورتسودان، وأشادت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي بمبادرة ولاية البحر الأحمر بإنشاء مدينة الحرفيين ببورتسودان، مشيرة إلى الدور المرتجى للمدينة في مساعدة أعداد كبيرة من الحرفيين على كسب المال وترقية مهنتهم، وأبانت أن زيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية البحر الأحمر أسهمت في دفع عدد من المشروعات الإنمائية بالولاية منها مشروع كفالة الأيتام. وشهد رئيس الجمهورية افتتاح عدد من المنشآت الصحية والدعوية بمدينة بورتسودان، وشملت الافتتاحات مستشفى الوحدة العام بكلفة تقارب مليوني جنيه بدعم من وزارة المالية الاتحادية، ومركز طب الأطفال، ومستشفى الشرطة التخصصي ببورتسودان، كما تفقد رئيس الجمهورية والوفد المرافق له مركز صحي الدوحة. وأكد العميد شرطة حقوقي معاش مكي خضر مكي وزير الصحة بولاية البحرالأحمر أن هذه الافتتاحات تعد إضافة حقيقية لمشروعات الصحة وتطوير العلاج بالولاية لاشتمالها على التخصصات الطبية المختلفة وتهيئتها لإجراء العمليات، مشيراً إلى أن مركز طب الأطفال قامت بتشييده منظمة الطوارئ الإيطالية، مبيناً أن هناك صلة وتعاوناً سيكون مع مستشفى سوبا في هذا الصدد لعلاج الأطفال حتى سن (14) عاماً إلى ذلك كان رئيس الجمهورية قد افتتح مسجد عبد الرحمن بني صخر بكلفة تفوق ال(428) مليون جنيه.