عثرت الشرطة بمدينة أم درمان على جثث (10) متشردين بينهم فتاة متوفين في ظروف غامضة داخل أماكن مختلفة بمنطقة الصناعات، وكشف الفحص الطبي على جثث المتوفين أن وفاتهم نتيجة التسمم بمادة الاسبرت التي يستخدمها المتشردون وسيلة للكيف، وكان مواطن قد أبلغ الشرطة عن جثث شبان متوفين فتحركت دوريات الشرطة إلى مكان الحادث وبصحبتها رجال المعامل الجنائية الذين كشفوا أن المتوفين متشردون ينامون بالمنطقة الصناعية فقامت بتحويل الجثث إلى مشرحة أم درمان، وكان قد سبقتها شرطة أمن المجتمع التي أحالت جثة الحادي عشر الذي توفى أثناء نقله مع مجموعة إلى أحد المعسكرات التي ترعى المتشردين، وكشفت مصادر أن أربعة آخرين توفوا أيضاً أثناء توقيفهم بوساطة الشرطة التي تعمل على نقلهم للمعسكر نفسه لتكون الحصيلة وفاة (15) متشرداً، أكدت الفحوصات أنهم ماتوا نتيجة التسمم باستخدام تلك المادة، وكانت محكمة أمن المجتمع قد شطبت الاتهامات في مواجهة سائق دفار كان يحمل شحنة من مادة الاسبرت يحاول تفريغها في أحد المحلات التجارية بحي الشهداء، حيث توجد أعداد كبيرة من المتشردين بعد أن أفاد المتهم بأنه تاجر ويتعامل فيه باعتباره يستخدم في صناعة العطور، وكشف المحامي إسماعيل رحمة حامد عدم وجود نص صريح في القانون الجنائي يجرم بيع وشراء مادة (الاسبرت) ويتعامل معها بمبدأ فقه الضرورة على أنها من المؤثرات العقلية التي تندرج تحت قانون المخدرات، واعتبر أن هذه المادة أصبحت تؤثر في صحة الإنسان بعد أن كشفت الدراسات الطبية عن تسبيبها في أمراض تليف الكبد مما يستجوب على المشرع أن يجتهد في إيجاد نص صريح يجرم التعامل غير الرسمي مع تلك التجارة أسوة ببعض الأدوية التي ينظم تداولها قانون الصيدلة والسموم. هذا وقد كشفت مصادر شرطية أن شرطة أم درمان قد دونت بلاغات في الحادثة باعتبارها قد تمت في ظروف غامضة أحالت بموجبها الجثث إلى المشرحة، فيما باشرت التحقيقات مع الشاكي والشهود لكشف غموض الوفاة. من جهتها كشفت ولاية الخرطوم عن تلقيها خلال اليومين الماضيين بلاغات بوفاة (17) متشرداً بمحليتي أم درمانوالخرطوم. وقال اللواء محمد أحمد علي، مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم، إن أسباب الوفاة تعود لتعاطي المتوفين لمادة السبيرتو والمذيبات الطيارة كمادة السلسيون، موضحاً أن إتاحة مثل هذا المواد للمشردين من ضعاف النفوس بالمحال التجارية والأسواق واستخدامها بوساطة هذه الشريحة تؤدي إلى الوفاة لأنها تحتوي على مواد سامة الغرض من تصنيعها هو استخدامها في المجالات الطبية والميكانيكية وغيرها، ودعا اللواء على المواطنين بالتعاون مع قوات الشرطة لمنع تعاطي هذه المواد الضارة، مؤكداً أن شرطة ولاية الخرطوم نظمت حملات مكثفة ومستمرة لمراقبة المشردين والمروجين لمنع استخدام هذه المواد حفاظاً على أرواح هذه الفئة.