حيدر إبراهيم كادر يساري ماركسي درس علم الاجتماع ثم ذهب إلى ألمانياالشرقية الاشتراكية سابقاً ليُحضِّر الدكتوراه من جامعة فرانكفورت، ومعروف أن الشعب السوداني لديه شك وريبة كبيرة جداً في إمكانيات الدول الاشتراكية الأكاديمية، لذلك ظل عدد من الطلبة اليساريين الذين كانوا يتخرّجون في تلك الجامعات التي تنتمي إلى منظومة الدول الاشتراكية كانوا يستحون من إظهار أماكن تخرُّجهم لأن جامعات تلك الدول وكعادة الجامعات في الدول الشيوعية تعتبر مساعدة الطلاب اليساريين و«لزلزتهم» أكاديمياً هي التزام عقدي أيدولوجي بغض النظر عن المستوى الأكاديمي الحقيقي للطلاب، خاصة أن الشيوعية الأوروبية التي (لا تؤمن بالله) لا تؤمن بالضرورة بالأخلاق التي هي ذروة سنام العملية التعليمية، ولم يكن ظن الشعب السوداني في تلك الجامعات (ظن سوء) وإنما هو (ظن يقين) لأن مستويات عدد كبير من أولئك الخريجين اليساريين كانت فعلاً مستويات يستحي منها المرء وتعرفها جيداً لجان اختيار الخدمة العامة، ورغم أن مدرسة الفكر الشيوعي قد خرّجت عدداً من عباقرة الفكر والثقافة والذين عادة ما يتوبون إلى ربهم في نهاية المطاف لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم قد قال «خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام» إلا أن هذه المدرسة قد خرّجت أيضاً أجيالاً من الخواء والجهل وأجيالاً من متنطعي الثقافة والفكر، ولكي تقارن عزيزي القارئ بين حملة العلم والفكر من عباقرة علماء السودان وبين حملة الجهل والخواء من بعض متنطعي الفكر اليساري، أنا أطلب منك أن تجري مقارنة ومسحاً ظاهرياً لمظهر الشخص وصورته التي يحرص على الظهور بها، فعبر هذا المسح (للصورة والصوت) ستجد أن العالم الحقيقي يجنح دائماً للظهور بالمظهر العادي والبسيط غير المتكلّف ولا يحاول أبداً إعطاء أي إيحاءات أو إظهار أي علامات يحاول بها التمظهر بمظهر العالم، وعبر نفس هذا المسح الظاهري والمقارنة أنا أطلب منك عزيزي القارئ أن ترجع (للصورة) التي تظهر في الصحف مرافقة دائماً لكتابات «المتدكتر» حيدر إبراهيم ستجد أن (المتدكتر) يحرص حرصاً شديداً على الظهور وهو يرتدي (نظارة قراءة يتدلى سلسلها) أمام وجهه يحاول عبرها التسويق المظهري والإيحاء الساذج لشخصيته العلمية ويحاول تقديم نفسه كعالم فذ لا تغادر (عينيه النظارة ذات السلسل) حتى ولو (غادر الشعراء من متردم) وهذه الصورة تعكس نوعاً من (عقدة النقص العلمي) لا يتعمد الظهور بها من هو حقيقة يحمل العلم، كما يحاول (اليساري المتدكتر) الإصرار على ظهوره وهو يرتدي الجلابية والعمامة في محاولة إيحائية أخرى لإثبات وطنيته وأصالة انتمائه السوداني، رغم أن الماركسية هي (فكرة أممية) تربى معتنقوها بصورة صارمة على الولاء للفكرة قبل الوطن، وبالتالي فإن كثيراً من اليساريين كان ولاؤهم دائماً للاتحاد السوفيتي وكوبا أكثر من ولائهم للسودان وأرضه وهم في هذه الحالة مثل (الكاثوليك) قلوبهم مع (الفاتيكان) وسيوفهم مع (البابا)، وهذه التربية العقدية الأممية هي التي تجعلهم يبيعون أوطانهم بأثمان بخسة في أسواق (النخاسة الدولية)، خاصة عندما يحسون برفض الشعوب لأفكارهم ومعتقداتهم الماركسية المنبوذة. ما دعاني لتناول هذا (المتدكتر) اليساري الخاوي هي الحلقات التي تتناول فيها صحيفة الصحافة لكتابه الذي يتناول فيه (سيرة الإسلاميين) وأنا لم أعجب للكتاب بقدر ما عجبت لصحيفة الصحافة التي كُنا نظن أنها سوف تنتشل في عهد رئيس تحريرها الأستاذ النور أحمد النور من وهدتها الماركسية إلا أنه بدا واضحاً أن الطبع دائماً يغلب على التطبُّع، وأنا لم أعجب لأن صحيفة الصحافة تناولت رأياً مخالفاً أو كتاباً يسارياً أو عملت على تلميع صاحبه، فذلك من صميم حرية الرأي والرأي الآخر الذي تحرص عليه كل صحيفة ولكن عجبي تركيزها على (الترويج التجاري المجاني) الذي تمارسه بخبث للكتاب الفطير الذي ظلت تضعه يومياً في مكان بارز بصورة ترويجية فاضحة وتنشر معه صوراً لبعض الإسلاميين مذيلة بإساءات (المتدكتر) في حقهم والصحيفة تظن أنها تخادع القراء عبر محاولة الإيحاء بأنها تروِّج لما ستنشره من موضوعات، والمتدكتر الاشتراكي الذي ظل ينفث الجهل والخواء في الصحف وفي المنتديات أنا على يقين لو وجدت (آلة مسح بيولوجي) تتعامل مع أدمغة البشر وتمكنت من شطب وشفط (كلمة إسلاموي) و(كلمة إنقاذ) من دماغه لحدث له (ضمور في المخ) ولم يبق في ذاكرته سوى بعض (حروف العلة) وبعض ألفاظ السباب والشتم لحكومة الإنقاذ، ومساكين الشيوعيون واليساريون الذين سيطروا على ساحات العمل السياسي السوداني عقب الاستقلال مستغلين غفلة وهبل أحزابنا الطائفية قبل أن تدخل عليهم الحركة الإسلامية (من إقطارها) فتسفِّه أحلامهم وتكسر (أوثانهم) وتتركهم (جذاذاً) في ساحات السياسة السودانية، والمتدكتر الذي نصَّب نفسه قاضياً في محكمة الفكر والذي يحاول تسويق نفسه للمنظمات الدولية المشبوهة عبر (شتم الإسلاميين) لا يعلم أنه يضع نفسه في موضع الازدراء والاحتقار عندما يحاكم رجلاً في قامة ومكانة الدكتور غازي صلاح الدين لأن الفرق حينها بين (القاضي الجاهل) وبين (المتهم العالم) سيكون فرقاً كبيراً. و(المتدكتر) الذي ينحدر من الفكر اليساري الذي أسسه علماء اليهود، بدءاً من (داروين) صاحب نظرية (النشوء الإلحادية) وماركس صاحب نظرية (صراع الطبقات) وحتى (هنري كوريل) اليهودي الذي أدخل الشيوعية إلى مصر والسودان والذي على يديه تم تجنيد عبدالخالق محجوب، ولذلك دائماً ما تجد استخدام الوسائل متشابهاً بين اليسار واليهود، ولذلك أنا لم أستغرب عندما أجد (المتدكتر) يحرص ويصر على استخدام كلمة (إسلاموي) بدلاً عن كلمة (إسلامي) أثناء كتاباته حول الإسلاميين لأن هذا التبديل والتحريف في استخدام الكلمات هو صفة ملازمة لليهود الذين وصفهم الله بأنهم «يحرفون الكلم عن مواضعه» «لياً بألسنتهم وطعناً في الدين» و(المتدكتر) الذي يبدو من خلال كتاباته يائساً جداً من المعارضة ومن إمكانية تحقيقها لأي نصر ضد الإنقاذ والذي يتعمد وصف الإسلاميين بأنهم (حزب الجراد) أنا أدعوه إلى أن يتجاوز المعارضة التي يئس منها ويدعو إخوانه من شياطين الإنس النزول إلى ساحات المنافسة السياسية وتكوين (حزب القراد) حتى يتأكد كيف أن الشعب السوداني المسلم يُكْرم (الجراد) ويتقزز من (القراد)!!