{ وها هو «نافع علي نافع» يمضي بذات الخطى التي مضاها «علي عثمان» في (نيفاشا)، مُستخِدماً، أو مُستخدَماً بواسطة ذات الأقلام الكسيرة التي صاغت موافقات الحكومة الهزيلة على الاتفاقية التي قسمت السودان إلى بلدين..!! { ظل البعض يعتبره (صقراً) جارحاً من صقور (الإنقاذ)، ولكن يبدو واضحاً أن هذه الحكومة وذاك (المؤتمر)، بلا صقور، بلا كواسر، بلا أسنان.. كلُّهم حمائم وديعة، «علي»، و«نافع»، و«كرتي» وحتى (الجنرالات) الذين ذهبوا إلى «أديس أبابا» ليحفظوا ما تبقى من كرامة الشعب السوداني، أراقوا ماء وجهه، وسكبوه على اتفاق مهين، ما ينبغي لحكومة محترمة على وجه البسيطة أن توقِّعه.. لكنهم وقَّعوه.. وبصموا عليه.. بينما تضحك عليهم «سوزان رايس»، ويسخر منهم «روجر وينتر»، وترثى لحالهم الرقيقة «هيلاري كلينتون»!! { اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الدكتور «نافع» (صقر) فقط في مواجهة تصريحات الإمام «الصادق المهدي» و الدكتور «الترابي» وقيادات الاتحادي الديمقراطي، والحزب الشيوعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي..!! { فعندما جاءت ساعة (البيان بالعمل)، ولاحت فرصة التوقيع على (نيفاشا 2)، توارى الأستاذ «علي عثمان محمد طه»، والتزم الصمت، ولسان حاله يقول: (إنتو شطار؟ إنتو صقور؟ يللاَّ ورُّونا.. ماذا ستفعلون في أديس أبابا)!! { وجاءوا ب (نيفاشا) الأخرى..!! بل أشد ضلالة، وأقبح فكرة..!! فالأساس الذي انبنى عليه اتفاق (نافع - عقار) أمس (الثلاثاء) في «أديس أبابا»، هو نصوص اتفاقية (السلام الشامل)!! وبرتوكولات (قسمة السلطة)، و(الثروة) و(مشاكوس)، ووثيقة الحقوق الواردة في صدر الدستور الانتقالي لعام 2005م..!! (نيفاشا) وزيادة!! لأننا ما صدقنا أنها ستذهب إلى مزبلة التاريخ بعد أيام قلائل، في التاسع من يوليو القادم، حتى فاجأنا «نافع علي نافع»، مستعيناً بذات الأشخاص غريبي الأطوار، عجيبي الأفكار، الذين قسَّموا بلادنا، ومزقوا شعبنا، وأتعسونا، وأرهقونا، وشغلونا بأنفسنا، وشغلوا العالم بنا، فاجأنا «نافع» باتفاق (جديد) يعتمد الحركة الشعبية لتحرير السودان حزباً قانونياً مصرَّحاً له بالعمل السياسي، بل والشراكة في السلطة والثروة وترتيبات الأمن بالشمال..!! { الاتفاق يقرر البحث عن حلول لمشكلة (الحكم) في جنوب كردفان!! إذن هو إلغاء لنتائج (الانتخابات) بالولاية التي أهدر عليها (المؤتمر الوطني) مليارات الجنيهات ليفوز بها «أحمد هارون» (بخراج الروح)!! { لم أرَ شيئاً غير السواد.. الظلام أمامي في كل بند من بنود الاتفاق ال (13)..!! { لماذا لا توقعون إذن اتفاقاً مع «إسرائيل».. إذا كنتم كل يوم تركعون لأمريكا.. و(صغار) عملائها وجواسيسها..! وتزعمون أنكم لا تركعون لغير الله؟! { أيها الشعب السوداني البطل: لقد قسَّموا بلدكم، مقابل السلام، ولم يحققوا السلام!! تركوا (الجنوب) - كل الجنوب - للحركة الشعبية، وأفسحوا - الآن - المجال للحركة الشعبية في (الشمال) لتقسم ما تبقى من الشمال..!! رفضوا وجود كتيبة (زامبية) تابعة للأمم المتحدة في «أبيي» وها هم يرضخون.. صاغرين.. لقرار مجلس الأمن بإرسال (فرقة) عسكرية من الإثيوبيين أضعاف.. أضعاف القوة التي كانت في «أبيي»!! { لن أطالبكم بالاستقالة.. فلن تفعلوها أبداً.. لكنني سأكتفي بانتظار (القادم).. { ملحوظة: الرئيس في الصين.. ونائبه في غينيا.. ومساعده في إثيوبيا..!! أين أنت يا «مناوي».. كبير مساعدي الرئيس سابقاً؟!