استضافت فضائية (Ebony) أو الأبنوس الجنوبية الموسيقار محمد وردي في حوار طويل للمذيعة رشا عوض أعدت أسئلته لتكون إجاباتها مباشرة وقاطعة. وردي تحدث عن أزمة الفن والثقافة في السودان قبل الانفصال وقال إن الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم أهملت جانب الثقافة والفنون خاصة حكومة الإنقاذ الوطني على مدى واحد وعشرين عاماً جعلت الفن يصب في صالحها وبالأعمال الجهادية وغيرها مما جعل الوشائج تتفكك ليختار المواطن الجنوبي الانفصال ويُعلن دولته في التاسع من يوليو. وأضاف وردي بأن العربية لغة وافدة عمل على ترسيخها الاستعمار الأول في إشارة واضحة لدخول العرب السودان في عام 641م بقيادة عبداللّه بن أبي السرح في حملة عمر بن العاص لمصر وبلاد النوبة إبان خلافة عمر بن الخطاب وزاد بأنه نوبي وبلغته الأم غير أنه أصبح بعد الدراسة معلماً للغة العربية في المدارس قبل أن يصبح مطرباً معروفاً. وطالب وردي بأن تلتفت الدولة للغات المحلية وتطويرها من أجل تقريب الناس بعضهم لبعض لأن السودان وطن به العديد من العرقيات ذات التاريخ واللغات والحضارة. وأضاف أنه إذا كُتبت اللغة وطُوِّرت ك(لغة النوبيين في الشمال والفور في الغرب والبجا في الشرق)، فإن الانصهار الثقافي سيحدث وسيكون كل مواطن ملم بأبناء جلدته في الولايات الأخرى. وصب وردي جام غضبه على الحال الذي وصل إليه الفن السوداني بفعل تنصل الدولة من مسؤولياتها الثقافية حتي خرج إلى السطح ما يعرف بالغناء الهابط الذي تمدّد واسعاً. ووجد العذر لمطربيه من الشباب وأبان أنهم يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد عبر تكثيف بث الغناء على وسائط الميديا المختلفة وتشجيعهم على إنتاجه. وحول أغنياته التي ورد فيها ذكر لمدن ومواقع جنوبية قال وردي إنه سيتغنى بها في كل مكان ولا يهمه إن كان الجنوب قد أصبح دولة ذات سيادة لأن الفن لا يعرف الحدود. ووصف انفصال الجنوب بالسياسي مؤكداً أن وشائج القربى والدم والثقافة واحدة ومتجزرة ولن تضار أبداً.