احتفلت ندوة العلامة عبد الله الطيب بقاعة الشارقة بالخرطوم بالشاعر الدكتور تاج السر الحسن، وذلك بحضور جامعة أم درمان الأهلية؛ ممثلة في الدكتور هالة أبو يزيد، والدكتور أمير محمد علي، وعدد كبير من الكتاب وأصدقاء تاج السر الحسن، وقدم عدد من الأساتذة إضاءات نقدية حول تجربته الشعرية. بداية قدم الدكتور مصطفى الصاوي ورقة بعنوان: «همس الذات تجليات البوح» قال فيها إن في الشعر سرد ذاتي به درجة كبيرة من تفاصيل الحياة، التي يشك الكثير من النقاد بقدرة الشاعر على استيعابها وصوغها فنياً، ويرى أن تاج السر الحسن كتب سيرته شعراً وتجلى ذلك في محورين؛ الأول هو ذاكرة المكان، والثاني هو دخول المدرسة وصداقات الطفولة والصبا، وأضاف أن السيري الشعري كان في أماكن مثل عطبرة، وكردفان، ويلاحظ في ذلك السياق كثرة أسئلة الوجود في أغلب القصائد خاصة ديوانه الأول، وانتهى إلى ذكر وظيفة السيرة الشعرية في أعماله، وهي وظيفة تأسيس مستقبل ووظيفة تعبيرية تتمثل في تداعي الذاكرة وتدوين الماضي في لحظة الحاضر شعراً، هذا بالإضافة إلى وظيفة ثأرية تتمثل في مواجهة أصدقاء والده الذين تنكروا له، وخلص الدكتور الصاوي الى أن تاج السر الحسن استطاع أن يقدم قصة حياته شعراً معولاً على محكي الطفولة وذاكرة المكان والحضور الساحق للأب، إضافة إلى تجلي صورة المرأة. وركز البروفيسور محمد المهدي بشرى في ورقته إلى مساهمات الدكتور تاج السر الحسن في الابتدائية التي صدرت في كتاب من دار الجيل سنة 1992م التي قصد بها حركة التجديد في الشعر العربي في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وقد دلل لها بمدرسة أبولو والمهجر ومدرسة الفجر السودانية. وقال هم يشكلون مدرسة واحدة اهتمت بتحديد واضح للغة وشكل القصيدة، وأضاف أن هذه الدراسة تقوم على مناهج رصينة كالفلسفة وعلم الماركسية في النقد وعلم الجمال، وأوضح البروفيسور محمد المهدي بشرى أن تاج السر الحسن هو شاعر وناقد، مشيراً أن ظاهرة النقد في الأدب السوداني لم تتوقف عنده بل هنالك صلاح أحمد إبراهيم والدكتور محمد عبد الحي وجيلي عبد الرحمن وآخرون، وقال إن مساهمات هؤلاء كانت كبيرة وقوية، وذكر أن أهمية دراسة تاج السر الحسن اهتمت بالمصطلحات النقدية وطالبت بتقعيدها والاهتمام المناهج الفلسفة في الحركة النقدية. وفي ذات السياق تحدث الأستاذ عماد الدين بابكر عن «شعر تاج السر الحسن وقضايا عصره» وهو كتاب من تأليف علاء الدين سيد أحمد أغا، وفي الكتاب طالب الدكتور تاج السر الحسن الشعراء بتناول القضايا الكبيرة. وفي ورقته الموسومة ب«البيان الشعري عند تاج السر الحسن.. موقف من العالم» تطرق الأستاذ أبو عاقلة إدريس إلى الواقعية الجديدة عن تاج السر الحسن، ويرى أن لهذه المدرسة خصائص وأدبيات تميز بها شعراؤها عبر الحقب المختلفة، ومن أهم سماتها أن شاعرها يضمن في نصه البيان الشعري الذي يمثل موقف الشاعر. فيما قدم الشاعر الدكتور تاج السر الحسن شكره لمعهد البروفيسور عبد الله الطيب وجامعة أم درمان الأهلية، ويرى أن ندوة العلامة عبد الله الطيب تعمل على ازدهار الحركة الثقافية التي أصابها الانفصام، إضافة إلى أنها تعمل على ردم الهوة الثقافية بين الحركة الثقافية في الشارع والحركة الثقافية في الجامعة، وأشاد بما قدمه الأساتذة عن تجربته الشعرية وقال إن قصيدة (الكوخ) هي أولى القصائد التي تسببت في نجاح تجربته الشعرية.