نظمت رابطة الكتاب السودانيين بالتعاون مع المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون احتفالاً بمناسبة الذكرى ال22 لرحيل المفكر والناقد الدكتور محمد عبد الحي تحت عنوان: (حديقة الورد الاخيرة) وذلك وسط حضور كبير حتى المثقفين حيث شمل هذا الاحتفال تقديم عدد من الاوراق العلمية المتعلقة بمشروع محمد عبد الحي قدمها عدد من النقاد، فيما ادار الجلسة الاستاذ عامر محمد أحمد حسين. بداية تحدث الاستاذ الناقد مجذوب عيدروس عن المشروع الثقافي الفكري للدكتور محمد عبد الحي ومصادر تكوين ثقافته وتطرق في حديثه إلى عدد من التجليات والشواهد الحية التي لازمت هذا المشروع منها مجموع الدراسات النقدية التي قدمها الدكتور محمد عبد الحي في ادب شعراء ونقاد كبار امثال التجاني يوسف بشير وحمزة الملك طمبل وآخرين، وكذلك كتابته لمقالة عن الحرب العراقية الايرانية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي التي صور فيها هذه الحرب على انها صراع حضاري، واضاف أن محمد عبد الحي هو من اوائل السودانيين الذين انجزوا مشروعا ثقافيا فكريا متكاملا، وأكد الاستاذ عيدروس أن هذا المشروع فيه الكثير من الكتابات النقدية الجادة ذات السمة الموضوعية، وكشف ان مشروع محمد عبد الحي كان متواصلاً مع مختلف التيارات الشعرية على المحلي والعربي والعالمي، إضافة إلى أن محمد عبد الحي لم يكن بعيداً عن مجايليه من الشعراء والنقاد أمثال الشاعر والناقد الدكتور تاج السر الحسن. وأما عن تكوين مصادر الثقافة عند الدكتور محمد عبد الحي توقف الاستاذ مجذوب عيدروس عند مهمة التدريس في الجامعة، إضافة إلى قراءاته لكتب التراث العربي والإسلامي والقرارات المختلفة والمتنوعة وامتلاكه لمكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب في مختلف المجالات الفكرية، هذا إلى جانب معرفة محمد عبد الحي بالتراث السوداني واخيراً تماسه مع الحركة الشعرية الحديثة على مستوى العالم، ودعا الاستاذ مجذوب عيدروس في نهاية حديثه إلى جمع كل تراث الدكتور محمد عبد الحي لكي يكون قبلة لكل الباحثين والدارسين، وقال يجب أن تكون هنالك مجهودات واضحة في هذا المنحى. وجاءت ورقة الدكتور أحمد الصادق بعنوان: (عبد الحي وفضاءات الشاعر النقدية) تناول فيها عددا من المحاور ليستهلها بالنقد المقارن وقال إن محمد عبد الحي كان منفتحا على جميع التيارات والمدارس، مدرسة ابولو ومدرسة الديوان ومدرسة المهجر وكيفية تحليله لهذه المدارس. ثم تطرق الدكتور احمد الصادق إلى الدراسات النقدية التي كتبها الناقد الدكتور محمد عبد الحي مشيراً إلى دراساته النقدية حول الشاعر شاكر السياب، والشاعر الانجليزي ت اس اليوت وكذلك دراسته حول خليل حاوي، وفي ذات السياق وصف الدكتور احمد الصادق أن دراسة محمد عبد الحي حول شعر محمد المهدي المجذوب هي من اعظم الدراسات النقدية التي توقف فيها عدد من النقاد والكتاب، واكد الدكتور احمد الصادق أن محمد عبد الحي كتب هذه الدراسات النقدية بعمق عظيم جداً، مشيراً إلى نضوج هذه التجربة في مراحل مبكرة جداً من عمر محمد عبد الحي. ثم تطرق الدكتور احمد إلى التناص وقال انه يملك قدرات إبداعية هائلة. وفي ذات السياق اكد الاستاذ صديق المجتبي الامين العام للمجلس القومي في ورقته ان محمد عبد الحي صاحب مشروع ثقافي جاد وله مجاهراته الكثيرة في هذا المنحى، ويرى أنه احدث تحولات نوعية كبيرة على المستوى الشعري والنقدي معاً، واضاف ان محمد عبد الحي يلتقي مع التجاني يوسف بشير في مسألة العمق والغموض في الشعر وقال إن وراء اختفاء مخطوطات محمد عبد الحي فيه شيء من الحسد على عبقريته وامتلاكه لناصية الشعر الرصين، وكشف الاستاذ صديق المجتبي عن قيام مهرجان ضخم برعاية شركة (زين) للاتصالات يتناول مسيرة الشاعر والناقد الدكتور محمد عبد الحي في الاسابيع القادمة. بينما قال الدكتور عمر عبد الماجد ان محمد عبد الحي كان ناقداً وشاعراً كبيراً ورجلاً ناضجاً في تفكيره، اضافة إلى أنه كان معجباً بشعراء المهجر وهمه بموضوع الثقافة الرومانتيكية كان كبيراً، وأبان ان الناقد محمد غنيمي هلال هو من اميز الأدباء الذين اثروا في مسيرة الشاعر والناقد الدكتور محمد عبد الحي.