{ حين كتبت في هذه الزاوية من قبل معددة بعض المظاهر السالبة في مطار الخرطوم الدولي، لم أكن أتوقع أن تأتيني ردة الفعل المباشرة والسريعة من السيد (صلاح عمار) مدير المطار عبر الاتصال الهاتفي الذي وردني من مدير مكتبه الودود (عباس) أولاً، خصوصاً وأن الرجل كان حديث عهد بتقلد ذلك المنصب ولا يتحمل العديد من المسؤوليات التي أوردناها، غير أنه أكد لي أن الصحافة تؤدي دورها كما يجب طالما يحتفي أمثاله بكتاباتنا للحد الذي دفعه ليدعوني للقيام بجولة تفقدية شاملة لكل زوايا المطار حينها منذ حوالي ستة أشهر. ثم قطع لي عهداً على نفسه رأيته بعيداً ورآه من فرطه ثقته وحماسته قريباً بأن أعود بعد ثلاثة أشهر فقط لأرى حالاً غير الحال في تحد واضح لنظرتنا السالبة. { ذهبت بعدها إلى حال سبيلي واستغرقتني الحياة حتى أمعنوا من جديد في طلبي لأشهد الواقع المأمول، فتمكنت أخيراً من حضور احتفالهم الفخيم بتدشين مشروعات تأهيل وتحديث البنية التحتية للمطار، بحضور سعادة الوالي «عبد الرحمن الخضر» والسيد وزير الطيران والمدير العام لهيئة الطيران المدني، تلك المشروعات التي كانت وليداً شرعياً لشراكة ذكية بين «الطيران المدني» وشركة «الوثبة» للحلول المتكاملة، وقد كان الأمر فعلاً يستحق التصفيق نسبة لقصر المدة وضخامة الإنجاز والشراكة الإيجابية في الشأن الوطني. { وكانت الهيئة قد وضعت استراتيجية كاملة لتطوير المطار بكافة بنياته التحتية ومستواه الخدمي اشتملت على العديد من المشروعات نزل منها فعلياً إلى أرض الواقع مشروع مواقف السيارات لحوالي 984 سيارة، ومركز الطوارئ، وتوسعة صالتي المغادرة والوصول والسفريات الداخلية وصالة الحج والعمرة، وتحسين وتخطيط المدرج، واستجلاب عربات جديدة مجهزة للدفاع المدني وضعت مطار الخرطوم في الدرجة التاسعة من حيث السلامة وتعتبر من الدرجات العالمية القصوى لتشغيل المطار وإمكانية هبوط أحدث الطائرات. { وقد التزمت الهيئة وشركة الوثبة بإنجاز هذه المشروعات وفقاً لمتطلبات وشروط المنظمة الدولية للطيران المدني. فالداخل إلى مطار الخرطوم الآن سيشهد تغيراً ملحوظاً في كل التفاصيل من المدخل الرئيسي وحتى باب الطائرة وسيبدو له جلياً حجم المجهود الذي بذل لإرضائه قدر الإمكان، سواء بتحسين المباني أو المعاني، فالشاهد أن هذه الطفرة قد شملت حتى مستوى تعامل الموظفين، كل حسب موقعه. { ورغم أننا لا زلنا نطمح في الكثير، فإننا نثني على هذه «الوثبة» النوعية داخل مطار الخرطوم الدولي وخارجه التي حتماً ستكون خطوة مبدئية لرحلة «طيران» طويلة في عالم التحضر والتطور والاجتهاد في سبيل ترقية وتهيئة المطار كما يجب للحاق بركب المطارات العالمية قدر الإمكان، فالأكيد أن القائمين على الأمر، لا سيما السيد صلاح عمار - لم يركنوا في انتظار حلم المطار الجديد ولكنهم آثروا العمل في صمت وبأقصى طاقاتهم سعياً لنيل رضاء النفس ورضاء المواطن وراحته. { بقي أن نؤكد أن هذا الإنجاز مهما رآه البعض دون المستوى يبقى إنجازاً محموداً نساهم كمواطنين بقدر كبير في المحافظة عليه على اعتبار أن «مطار الخرطوم» يبقى ملكاً للجميع ويستحق أن نعتني بممتلكاتنا فيه ونحافظ على جمالياته، ولن يستطيع أي منا أن ينكر سعادته البالغة وهو يعبر البوابات الإلكترونية الحديثة ليصف سيارته بسهولة ونظام في موقف السيارات الجديد الآمن للدرجة التي يتسنى لك بها أن تترك سيارتك فيه وتغادر إلى الخارج مطمئناً على سلامتها، حيث هي متى تعود إلى جانب مستوى النظافة العالي وتسهيل الخدمات، وفوق هذا وذاك تمنيت لو كان بإمكانكم جميعاً أن تتعرفوا عن قرب على رجال المطار بخبراتهم الكبيرة وصدورهم الرحبة وتفانيهم في العمل وآمالهم العراض وحبهم الكبير لعملهم. فالتحية لهم جميعاً وهم يواصلون سعيهم لتحقيق أكبر الإنجازات داخل المطار لأجل إرضائنا وليتنا نرضى. { تلويح: بعيداً عن استخفافنا المعهود بكل إنجازاتنا الوطنية دعونا نفصل ما بين مطار الخرطوم الدولي ورجاله وخدماته وما بين المشاكل التي تسببها لنا وله شركات الطيران، لا سيما الوطنية منها، فالفرق كبير جداً بين «المطار السوداني» و«الطائرة السودانية» للأسف.