في الأخبار أن الدكتور إبراهيم كالين كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكد في حوار صحفي أن تركيا تريد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ببعض الإجراءات التي تشمل عودة السفير وتجديد المناورات العسكرية المشتركة والتعاون العسكري والمدني وتبادل زيارات الوزراء بحيث تعود العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل حادث أسطول الحرية الذي وقع العام الماضي عندما هاجم الإسرائيليون الباخرة التركية مرمرة التي كانت تعبر البحر الأبيض المتوسط في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر وهي تحمل مساعدات إنسانية وقد نجم عن الحادث مقتل تسعة أتراك. وقال كالين إن التصريح الذي صدر حديثاً عن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الشؤون الإستراتيجية موشي يالون بأن تركيا تريد فقط اعتذاراً إسرائيلياً وليس في نيتها أن تطبع علاقاتها مع إسرائيل ليس صحيحاً، وأضاف أننا في كل مرة نقترب فيها من قدر من التفاهم يظهر من يعيق هذه الخطوة. وقال كالين إن اتفاق المصالحة الذي صاغه الطرفان في الماضي ووافق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفضه وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان تضمن كلمته اعتذاراً ونصاً على دفع تعويضات لأسر ضحايا الباخرة مرمرة. وركز المستشار كالين على أن اعتذار إسرائيل يجب أن يكون بنداً أساسياً في أي اتفاق يتم مستقبلاً بين أنقرة والقدس ثم أضاف: إننا نثمن عالياً علاقاتنا مع إسرائيل ولكن يجب أن تفهم إسرائيل ما يجري في تركيا .. إن الأصدقاء يعتذرون عن أخطائهم وليس في عزمنا أن نقطع علاقتنا مع إسرائيل وهي علاقات ممتازة. ومن المقرر أن تصدر الأممالمتحدة الأسبوع القادم تقريراً حول الحادث، ولذلك فإن المستشار كالين يرجو قبل صدور التقرير أن تتضمن وثيقة المصالحة بين بلاده وإسرائيل اعتذاراً إسرائيلياً واتفاقاً حول التعويضات. وقال كالين إن رئيس الوزراء أردوغان سوف يزور قطاع غزة ورفض المزاعم التي ترى أن هذه الخطوة تشكل استفزازاً لإسرائيل، وأضاف أن من الممكن أن يزور أردوغان إسرائيل إذا ما اتفق الطرفان حول ما يجب أن يفعل إزاء حادث الباخرة مرمرة. وعندما اقتحم الإسرائيليون العام الماضي الباخرة التركية فوق مياه البحر الأبيض المتوسط هاج الأتراك وماجوا وتصور كثير من العرب أن الأتراك عائدون إلى ممارسة دورهم القيادي في العالم العربي والإسلامي مثلما فعلوا من قبل مئات السنين أيام الخلافة العثمانية.. ومرت الأيام ولا يبدو أن ذلك من مخططات تركيا لكنها تريد أن تلعب دوراً متوازناً في المنطقة محكوماً بأحد أهم حقائق السياسة الدولية.. ومنها الأحادية القطبية التي تجسدها الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وأن إسرائيل قوة لها شأنها وأنها - على الأقل - في هذا الوقت وجدت لتبقى وأنه ليس من مشاريع تركيا إضعافها وهي تفهم جيداً حقيقة وطبيعة وحجم العلاقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. وإذا ما عادت العلاقة بين تركيا وإسرائيل - وهذا ما نرجحه - إلى طبيعتها فسوف يكون من أسباب ذلك الضغوط الأمريكية التي تعرضت لها تركيا؟!