أكد رئيس الجمهورية؛ المشير عمر البشير، استحالة إيجاد كيان جامع لكل أهل السودان لجهة أن ذلك من شأنه تحويل الكيان إلى كيان ديكتاتوري شمولي يحرم الشعب حريته، مشدداً على تناسي الصغائر والارتفاع لمستوى القضايا الوطنية والتوافق على فترة تعددية حزبية وفق معيار الديمقراطية الراشدة لخلق استقرار أمني واقتصادي واجتماعي. وحذر دولة الجنوب من مغبة التدخل في شؤون السودان حتى لا يضطر للتعامل بالمثل، مؤكداً رفضهم لمعاداة أية جهة وسعيهم لتحسين العلاقات مع دول الجوار وأوربا وأمريكا دون رهن قرار البلاد لأية جهة. ورفض البشير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لاجتماع اللجنة المركزية للحزب الاتحادي الديمقراطي بقاعة الصداقة أمس (السبت) اتهامهم بتفتيت الأحزاب. وقال إن الانشقاقات أصابت كل الأحزاب، منوهاً إلى ضرورة تداركها ببناء مؤسسات حزبية قوية. بينما استهجن الأمين العام للحزب الاتحادي؛ د. جلال الدقير، ما سماه المهاترات التي تشهدها الحركة الاتحادية حالياً باعتبار أنها لا تشبه أخلاق الاتحاديين. وقال إن البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الطيش والانفلاتات واقترح تكوين (المنتدى الاتحادي) لمناقشة مطلوبات الوحدة الاتحادية دون إقصاء لأحد. ودافع الدقير عن مشاركتهم في الحكومة ووصفها بالفاعلة وقال: إنها ليست «تمومة جرتق» وأن حزبه ليس «ترلة» لأي أحد، داعياً إلى تكوين مجلس سياسي من رؤساء الأحزاب ترعاه رئاسة الجمهورية، مشدداً على حسم أي تمرد ودعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وصون قوميتها مؤكداً تمسك حزبه بشمالية أبيي. وصادق أعضاء اللجنة المركزية بالإجماع على قرار الفصل الذي اتخذته لجنة الانضباط بحق قيادات تيار الإصلاح الذي يتزعمه الشريف صديق الهندي، وجددت الثقة في قيادة الدقير للمرحلة المقبلة. وكان العشرات من مناصري تيار الإصلاح استبقوا الاجتماع بوقفة احتجاجية في باحة قاعة الصداقة وحملوا لافتات مناوئة للدقير تصدى لها أنصاره بهتافات مضادة.