أكد رئيس الجمهورية، رئيس المؤتمر الوطني، عمر البشير، سعيه لتوحيد الكيانات السياسية في المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد،ودعا القوى السياسية كافة الي تمتين بنائها الداخلي، وبناء مؤسسات سلطة، وليست مؤسسات ديكورية، يلتزم الجميع بقراراتها، ورفض اتهام قوى المعارضة للمؤتمر الوطني بالسعي لتفتيتها ،موضحاً ان» الانقاذ انقسمت على نفسها وطني وشعبي « . وقال البشير لدى مخاطبته اجتماع اللجنة المركزية للحزب الاتحادي الديمقراطي بقاعة الصداقة امس، إن المنعطف الحقيقي الذي يمر به السودان الآن، هو إنفصال الجنوب الذي فتح شهية أعداء الوطن والبلاد، ورأى «أنه مخطط قديم منذ قانون المناطق المقفولة بمحاربة اللغة والأسماء العربية، وخلع لباس السودان التقليدي» ،واضاف نحن قبلون على سودان جديد معافى من كل أمراض الماضي. وحذر البشير من أية محاولات للتدخل في شأن السودان، أو زعزعة إستقراره، وقال نحن نريد دولة في الجنوب مستقرة وآمنة، لأن أي عدم استقرار في الجنوب ينعكس مباشرة على الشمال «،واضاف «اوفينا بالعهد و سلمناهم دولة بإمكانيات كبيرة؛ لأننا حاربنا لتأمين واستخراج البترول، وهم كانوا يسعون لعدم استخراجه»، محذراً من أي تدخل فى الشؤون الداخلية للسودان حتى لا تضطر الحكومة اللرد بالمثل، وأضاف أن السودان يتعرض إلى مؤامرة كبري لإضعافه وتفتيته وتقسيمه من قبل دوائر غربية تحت ستار الديمقراطية والحرية ، ورأى أن شهية تلك الدوائر تعززت عقب انفصال الجنوب، مشيرا إلي أن هذه المؤامرة تحتاج من الجميع وقفة صلبة . وأكد الرئيس أن الجنوب تواجهه تحديات كبيرة، وقال إنه لن يتحول إلى جنة بعد الإنفصال، وان بناءه يحتاج لوقت طويل وأموال ضخمة، واستنكر البشير الحديث عن ظلم الشمال للجنوب، ووصفه بالفرية التي صدقها البعض، وقال تربطنا علاقات طيبة مع دول الجوار، وستكون لنا علاقات طيبة مع ليبيا بعد معافاتها. وأكد البشير سعيه لتوحيد الكيانات السياسية في المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، وقال ان المشاكل التي صاحبت البلاد منذ الاستقلال هي عدم الاستقرار السياسي، لذلك ندعو القوى السياسية كافة الى تمتين بنائها الداخلي، وبناء مؤسسات سلطة، وليست مؤسسات ديكورية، يلتزم الجميع بقراراتها، واضاف نحن نسعى لقيام كيانات حزبية حقيقية تقنع الجماهير، وتقدم مساهمة في الإستقرار السياسي، وقال «إذا كان الناس مجردين للوطن لن تكون هنالك خلافات»،لكنه حذر من ان انشغال الناس بالوزارات والمناصب أدى لفشل تجربة التعددية، واضاف « نريد ديمقراطية راشدة وحسما عادلا.» من جانبه، اكد الامين العام للحزب الإتحادي الديمقراطي، الدكتور جلال يوسف الدقير ، أن الشراكة بين حزبه والمؤتمر الوطني درب خطاه الشريف زين العابدين، وأن مشاركتهم في الحكم بعهود ،»ولم نكن ترلة لأحد ولا تمومة جرتق»واضاف نحن شركاء في المسؤولية التاريخية وجزء من الحكومة ولا نزايد عليها. وقال ان الحزب الاتحادي الديمقراطي لن يفرط في شبر مما تبقى من السودان، وتمسكه بشمالية المناطق الثلاث :جنوب كردفان، النيل الازرق، ابيي»، وقال ان هذه المناطق كانت وستكون شمالية، واقترح الدقير مجلسا سياسيا أعلى برعاية رئاسة الجمهورية لمناقشة القضايا المهمة. وأضاف أن الجنوب كان خارج دائرة الفعل المفيد طيلة ال (56) عاماً الماضية، وخير الدقير، دينكا نقوك في ابيي في الذهاب للجنوب، على أن تكون الارض باقية في الشمال. ودعا لضرورة الحسم في وجه اي تمرد جديد، وأن تبسط الحكومة سلطتها، كما دعاها لمراقبة السلع الاساسية بحسم، وشدد على ضرورة الاهتمام بالاجهزة الامنية والقوات المسلحة وتطويرها والمحافظة على قوميتها. وأستنكر الدقير، أسلوب المهاترة داخل اروقة حزبه، وقال إنه لا يشبهنا، و»برغم هذا التخديش البسيط حزبنا مازال بخير و»خلاف الإتحاديين لا يفسد للود قضية». من جهته، ابلغ مسؤول الاعلام بالحزب، محمد الشيخ « الصحافة « بأن اللجنة المركزية قررت فصل القيادي بالحزب الشريف صديق الهندي عن مؤسسات الحزب، وجددت الثقة في الدقير لقيادة المرحلة القادمة. وفي سياق منفصل، سير مؤيدوالشريف صديق الهندي موكبا احتجاجيا على اجتماع اللجنة المركزية للحزب الذي عقده الدقير، وحاولوا الدخول الي قاعة الاجتماع لكنهم منعوا من الدخول من قبل السلطات الامنية ، وأكدت المجموعة في بيان لها عقب الإجتماع، عدم شرعية وصلاحية كل أجهزة الحزب، وقالت إن المقاعد الثلاثة التي فاز بها الحزب في الانتخابات الاخيرة كانت تكرماً من المؤتمر الوطني، ودمغ البيان، الحزب بأنه اصبح لافتة استثمارية يسترزق البعض باسمها دون دفع الاستحقاق الجماهيري والنضالي، وقال إن الهيئة القيادية ستتعامل مع مخرجات اجتماع اللجنة المركزية المنتهية الشرعية «كأنها لم تكن».