· دانيال كودي من خلال البلاغ الذي عممه مخاطبا أهله النوبة والقوى السياسية والمؤتمر الوطني والحركة الشعبية قطاع الشمال يكشف عن حقائق كثيفة من المهم النظر إليها للتعرف على خفايا العلاقة المريبة بين الحركة الشعبية وبعض قيادات قطاع الشمال ويكشف المقياس الذي تبني عليه الحركة الشعبية حساباتها في تعاطيها مع قيادات القطاع فتقرب بعضهم وتسند إليهم أدوارا من الخطة السرية التي تحدث عنها باقان في معرض تبريراته لصرف ثلاثة عشر مليار دولار أنفقتها الحركة الشعبية طيلة سنوات الاتفاقية على العمل السري وتجهيزات المؤتمرات التي نحن بين يديها الآن وربما هناك بعضها تجري ترتيباته من وراء التسبيب الذي فسرت به الحركة الشعبية بقاء عقار في جوبا كل هذه الفترة وهي ترد ذلك إلى توفيق أوضاع أبناء النوبة والنيل الأزرق في الجيش الشعبي وعددهم (56) ألفا. · وتسجن البعض الآخر أو تبقيه رهن الإقامة الجبرية بجوبا - مثلما حدث لدانيال كودي واللواء تلفون كوكو أبوجلحة - لمجرد مطالبتهم الجدية بحقوق أهلهم بعد أن رأوا الحركة الشعبية تمضي في اتجاه آخر غير المشروع الذي قاتلوا من أجله وتعمل لفصل جنوب السودان دون أن يروا منها أي خطوات جدية لصالح هاتين المنطقتين وبالتأكيد أنها قتلت العشرات من الأصوات الشجاعة التي نادت بحقوق أهلها وأنها لن تحارب فقط من أجل الحركة الشعبية. · بلاغ دانيال كودي يكشف أن هناك فئة حول الحلو هي التي تقود الأمور في اتجاه الحرب وهي تعتقد أن ذلك يقودها لتحقيق مكاسب كبيرة في ظل وهم الدعم الغربي الكبير وبسبب الأطماع التي تتجاوز كادوقلي وتضع الخرطوم هدفا إستراتيجيا لها ينتهي بسيطرتها على كامل الأوضاع في السودان وصولا لتغيير بنية النظام كما رسمت مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمجلس الأمن (رايس) في ذلك الاجتماع الذي انعقد بجوبا بحضور قيادات قطاع الشمال وباقان أموم وهي تتعقب الخطط التي وضعتها الحركة الشعبية لتنفيذ مخططات إسرائيل وحجم الدعم الكبير الذي قدمته بريطانيا وأمريكا وإسرائيل للحركة الشعبية وهو كما أسلفنا مخصص لشمال السودان وقد تم صرف مليار دولار منه على القوى السياسية الشمالية المعارضة حسب إفادات باقان أمام رئيس بلاده. · هناك مجموعة مقدرة من قيادات الحركة الشعبية من أبناء النوبة يدركون حجم الاستغلال الذي يحدث لقضيتهم خدمة لأجندة أخرى لا علاقة لها بجبال النوبة وهذه المجموعات ما زال صوتها ضعيفا بالرغم من حسن قراءتها لما يجري وتمسكها بحقوق أهلها وقد ظل المعارضون لنهج الحلو وفئته الناشطة معه صامتين بمن فيهم دانيال كودي وآخرون خرجت تسريبات قبل الانتخابات تتحدث عن خلافات وسط قيادات الحركة وحتى الانتخابات الفائتة كانت مشاركتهم إما ضعيفة أو معدومة تماما وقد شهدنا تراجع نجم تابيتا بطرس لمجرد مواقفها الرشيدة وانفتاحها على المجتمع السوداني بكافة مكوناته وقد عزلوها من الوزارة وحرموها من المشاركة في الحملات الانتخابية بالرغم من مرابطتها مع الحلو في عدد من أنشطته وفعالياته. · بلاغ دانيال كودي يكشف أن حجم الجهد المبذول من المؤتمر الوطني لم يكن بالقدر المطلوب ويظهر ذلك من تكراره لمناشداته للمؤتمر الوطني وهذا ما كنا نطالب به في هذه الزاوية وذلك عبر الحوار والمحفزات التي يمكن أن تحمل هؤلاء إلى اتخاذ مواقف وطنية تجعلهم ينحازون إلى وطنهم أكثر من انحيازهم إلى دولة أخرى مثلما فعل السياسيون الجنوبيون من قيادات المؤتمر الوطني وهم يغادرون الشمال ويتجهون بكلياتهم نحو الجنوب ويقتربون من الحركة الشعبية وينضمون وهذا شيء طبيعي لماذا لا يحدث مثله من قبل هذه القيادات الشمالية حتى وإن اتجهت لتكوين أحزاب أخرى ولكن يبدو أن ما يمنعهم هو المؤامرة التي يشتركون في التخطيط لها مع الحركة الشعبية وحجم الأموال التي يسيل لها اللعاب ولو كانت للمؤتمر الوطني مؤامرة وأموال يستهدف بها الجنوب لما انضم رياك قاي ولا ألسون مناني مقايا ولا يحزنون وهذا هو وجه الاختلاف. · إن كانت فئة محدودة يا دانيال كودي تشعل الحرب دون أن تكون للجبال مصلحة فيها فإنكم أحق برفع رايات السلام والعمل من أجله ومن أجل إنسان جبال النوبة فاجمعوا صفوفكم وتراصوا وليكن صوتكم أعلى من صوت الرصاص ذلك أن الحجة معكم وأن شعب جبال النوبة لا يريد إلا السلام والتنمية والاستقرار.