تسعد كل أم لخطبة ابنتها فهي تنتظر هذا اليوم منذ يوم وضعتها، فبحلول الشهر الكريم تسعى كل أم لتجهيز (موية رمضان) لأهل خطيب ابنتها الذي سيصبح زوجها المستقبلي أو لأهل زوجها إن كانت تزوجت فتقوم بشراء كل مستلزمات رمضان بعد صناعة الآبري وإحضار الأواني المنزلية مما يكلفها الكثير من النقود.(الأهرام اليوم) سألت بعض الأمهات عن هذه العادة التي أصبحت تُثقل كاهل كل أم أو فتاة بعد التطورات التي أُدخلت إليها حديثاً فماذا كانت ردود أفعالهن فالى الاستطلاع: تقول بتول أحمد بأنها عادات درج عليها أهلنا منذ القدم ولكنها لم تكن بهذه الصورة المبالغ فيها، فقد كانت في السابق تتكون من الآبري بشقيه (الأبيض- والأحمر) والرقاق وسكر وصحون فقط. مردفة أنه في الوقت أصبحت مكلفة جداً وأُضيفت إليها بعض الأشياء التي ليس لها دخل (بموية رمضان) أو كما يُسميها البعض (قطر العروس) خاتمة حديثها أن هذا كله يكون بداعي الوجاهة و(الفخفخة). أما أدما ابوالقاسم فتقول إنها عادة قديمة فقد كانت أمهاتنا وحبوباتنا يمارسنها فهي تتضمن الآبري، الرقاق، وبعض الصحون و(الكور) مبينة أنه قد تم إضافة أشياء كثيرة ليس لها معنى أو صلة بهذه العادة، مردفة بأنها أصبحت مكلفة ولا تستطيع كل أسرة أن تقوم بها لذلك لابد من أن تكون مبسّطة وأن يقبل بها أهل الزوج فهي تعتبر كهدية وتقييم لهم. وترى علوية الطيب أن أهل العروس يفضلون أن يعكسوا صورة جميلة لبنتهم لذلك يقومون بشراء كل تلك الحاجات من أجل احترامها وتقديرها فيما بعد، مضيفة أنها من العادات والتقاليد المتوارثة لكن لابد أن تكون بصورة مبسّطة. فهنالك أسر لا تستطيع أن تشتري هذه الاحتياجات لنفسها فكيف لها بأن تشتريها لأهل زوج ابنتهم؟! فمن المفترض أن يلغي أهل الزوج هذه العادة ولا يطلبون منهم أن يحضروها وأن يعملوا بالمثل الذي يقول (على قدر لحافك مد رجليك). وتقول فاطمة عبدالله إن في منطقة كادُقلي هذه العادة مبسّطة جداً فهي تحتوي على (جردل آبري بأنواعه والبليلة والكركدي واللوبة الأحمر والأبيض وبعض السكر والبلح). موضحة أنها في الخرطوم مكلفة وتتضمن أشياء كثيرة ليس لها دخل باحتياجات رمضان أو قد تكون متوفرة لديهم لذلك لابد من أن تكون على قدر الاستطاعة. فالفتاة لا تُقدّر بهذه الأشياء بل بطبعها وتحمُّلها للمسؤولية وصبرها، فبذلك يقدرها ويحترمها زوجها. أما عفاف بشرى فقد أوضحت بأن ابنتها قد تمت خطبتها منذ وقت قصير قبل شهر رمضان مما دفعها لشراء جميع أصناف العدة وقامت بصناعة الآبري بأنواعه وشراء جوال سكر وكل مستلزمات المطبخ وجميع البهارات موضحة أنها عادة تطورت في الوقت الحاضر وأصبحت مفروضة على أم العروس من قبل المجتمع الذي لايرحم أو يترك الآخرين، مبينة بأن هنالك بعض الهدايا تأتي من قبل الأهل والأصدقاء والجيران من أجل المساعدة لأنها مكلفة جداً. وطالبت المجتمع للمناداة بإلغائها لأن(العروسة) لاتساوى ب(الصحون والكبايات).