حاجة زينب.. إحدى سيدات أم درمان العريقات. امرأة من الزمن الجميل تتميز بالحكمة والبصيرة النافذة، تخطّت السبعين بثمانية أعوام أي أنها على أعتاب الثمانين. التقتها «الأهرام اليوم» في ونسة وحكاية من حكاوي زمان عن شهر رمضان الفضيل، اقتربت منها وهنأتها بقدوم الشهر الكريم وسألتها عن رمضان زمان فقالت لي (رمضان زمان كان ليهو طعم وشكل تاني مختلف عن الآن، كان شهر فيهو رخاء وأحلى ما فيهو لمتو ولياليهو الجميلة لكن هسه بقى مسيخ). سألتها قائلة: (كدي يا حبوبة أحكي لي عن التجهيز لرمضان كيف)؟، فقالت (التجهيز في حد ذاته كان متعة لينا، كنا نمشي ونحن وجاراتنا السوق ونشتري حاجات رمضان من بهارات وخضروات ونحش البصل مع بعض ويوم عواسة الآبري بكون يوم جميل كل يوم نعوس عند واحدة). فقلت لها هل كنتم تفطرون سوياً (انتي وجاراتك)؟ فأجابت قائلة (ما طوالي لكن رجالنا وأولادنا دائماً بفطروا مع بعض لأننا بنطلِّع الصواني في الشارع، لكن بنمشي نصلي التراويح دائماً مع بعض والله يا بتي جاراتي ديل أكتر من أخواتي عُشرة طويلة معاهم من أنا عروس. عمر طويل)!. أحكي لي يا حبوبة زينب عن المناسابات في رمضان كيف كانت؟ فأجابت قائلة (الناس ما ميّالة لأن تقيم مناسبات في رمضان وخصوصاً الأعراس إلا كان سماية ولا حاجة تانية). وماذا عن موية رمضان؟ فقالت حاجة زينب (موية رمضان طبعاً من العادات السودانية الأصيلة لكن هسه شايفة الناس شبه اتخلت عنها. زمان يابتي كنا بنودي كرتونة آبري أحمر وكرتونة آبري أبيض ورُقاق وعِدة وسُكر وكبكبي وعدسية وبلح والعندو استطاعة بودي حاجات أكثر). سألتها قائلة (إنتي يا حبوبة الماعاجبك في رمضان هسع شنو)؟ قطّبت وجهها وقالت (كلو ما عاجبني.. أي حاجة بقت سريعة وبقى ما عندو طعم). لم تستطع حاجة زينب مواصلة حديثها معي واكتفت بهذا القدر من الحديث فقد حان موعد تناولها الدواء وختمت حديثها معي بأن تمنت أن تكون ضيفة خفيفة على قراء «الأهرام اليوم» متمنية لهم صوماً مقبولاً.