عادة ما يُستقبل شهر رمضان المعظّم بشكل مختلف، حيث يعم الفرح والسعادة وتتهيأ النفوس للصوم والعبادة ويتجلى فيه فعل الخبرات والاستقامة لتحقيق الذات. ففي الشهر الفضيل تتغير الكثير من السلوكيات السالبة وذلك لعظمة الشهر وجلاله وتقديسه لدى الصائمين. (الأهرام اليوم) لاحظت أنه وقبل اليوم الأول لشهر رمضان أن الكثيرين قاموا بتغيير نغمات هواتفهم النّقّالة وصور الخلفيات والبرامج الموضوعة بأخرى تتناسب وعظمة الشهر. كما وجدت في محلات تنزيل النغمات والبرامج إقبالاً ملحوظاً على النغمات المهذبة خاصة المتعارف عليها في رمضان، بعدما أن شهد سوق تنزيل النغمات ركوداً واسعاً في الفترة الأخيرة وفي ظل وجود أجهزة الموبايل الحديثة التي يمكن أن تقوم بعملية (داون لوود) للنغمات والصور وغيرها من النت بسهولة ويُسر. بداية وفي موقف الشهداء المعروف بأم درمان والذي تنتشر فيه محلات الموبايلات وبمركز الملك لإدخال النغمات أوضح الموظف أمير حسن أنه وقبل حلول أول يوم لرمضان بساعات شهد متجره إقبالاً كبيراً من المواطنين الراغبين في إنزال نغمات دينية استعداداً لشهر رمضان من مدائح نبوية وأناشيد دينية وأدعية بجانب الإقبال الكبير على إنزال القرآن الكريم. وذكر أن الكثيرين كانوا قد مسحوا الأغاني عن هواتفهم. ويقول أمير إن زبائنه وقبل رمضان بساعات كان معظمهم من سائقي المركبات العامة والحافلات والركشات حيث أتوا وحمّلوا ذواكر ال (MP3, MP4) بالقرآن الكريم والمدائح خاصة وذلك ليشنّفوا بها أسماع الركاب في رمضان حسب ما يقتضي ويجب في شهر الصيام والعبادة حتى أن الشباب ما شاء الله تبدو عليهم إيمانيات (تقيلة) -على حد قوله- وأوضح أن غالبيتهم يتركون الأغاني والصور ويلجأون لإنزال النغمات الدينية وزاد مازحاً الشباب يتركون الأغاني في رمضان كما يترك الفنانون الشباب السودان في شهر رمضان بروعته وإيمانياته. وأضاف: في رمضان خاصة في سوق إنزال الأغاني لا مكان لهم على الإطلاق فالشهر اجتهاد في الصوم والعبادة والتقرُّب إلى الله. صاحب محل قال إن أدعية ومحاضرات الشيخ الداعية الراحل محمد سيد حاج وجدت إقبالاً منقطع النظير لدى الشباب وعزاء ذلك لأنهم يفهمون كلامه ببساطة وتلقائية في النصح والإرشاد وقال إن المواطنين يطالبون الآن بكثرة وإلحاح بالقرآن الكريم بصوت القارئ الراحل صديق أحمد حمدون. وأبان بأن السوق خالٍ تماماً من تسجيلاته وأنهم ذهبوا للإذاعة ولم يتحصلوا على تسجيلاته القرآنية وطالب في هذا الخصوص الجهات المعنية بتوفير ومد المواقع الإلكترونية والمكتبات بقراءات بصوت الشيخ صديق أحمد حمدون وذلك لرغبة الكثرين. ومن وجهة نظر مصعب موسى أن شهر رمضان تتجلى فيه الروح الإيمانية وأنه كشاب يتغير كثيراً في رمضان وأول ما يقوم به قبل حلوله مسح كل ما بداخل موبايله وينزل أدعية ونغمات إسلامية خاصة لرمضان. الأستاذ الصحافي عبدالباقي خالد عبيد قال إن لرمضان واقع خاص يرى أن سماعه لبعض النغمات قبل رمضان تذكره به وتشعره بأجوائه خاصة نغمة أغنية (لمبادا) الشهيرة التي قال عنها الكثير من السودانيين إنها تذكرهم برمضان ويستخدمونها كنغمة أساسية في الشهر الفضيل. يذكر أن (لمبادا) هي أغنية برازيلية اشتهرت في مطلع الثمانينيات للمغني البرازيلي (بن دوكا) في موطنه وجذر الكاريبي ومنها لإفريقيا مع رقصتها التي يحكمها قانون أن تكون الأرجل مقوسة ومزدوجة. ويرى الكثيرون أن الإذاعة هي التي أسهمت في ارتباط وتعلُّق الشعب السوداني بها حيث أنها ولفترة طويلة وسنوات عدة تبث مقاطع الأغنية عبر أثير الإذاعة السودانية المعتقة. وفي المنحى أوضح رئيس قسم البرامج بالإذاعة السودانية الأستاذ صلاح التوم من الله أن فكرة وضع نغمة الأغنية اللاتينية المقتبسة من الفيلم (لمبادا) نبعت من الأساتذة في الإذاعة معتصم فضل وصلاح الدين الفاضل وشاذلي عبدالقادر وشخصي وذلك في العام 1990 لاختيارها كموسيقى لفترة المنوعات خلال شهر رمضان المعظّم. وقال إن الفكرة رسخت في أذهان المستمعين إلى أن أصبح البعض يفضّلها كنغمة رنين لجواله في رمضان. وأشار إلى أن لمبادا موسيقى أصبحت بصمة لفترة المنوعات في شهر رمضان، وأنه تم استطلاع للرأي العام لمستمعي الإذاعة السودانية قبل فترة لتغيير موسيقى رمضان إلا أن الجميع طالبوا فيه ببقاء موسيقى أغنية لمبادا. وأضاف صلاح التوم من الله أنه عندما يسمعها في أي مكان أو إعلان آخر قبل رمضان يغمره إحساس بفترة المنوعات ويتذكر رمضان. وقال إنها ظلت موسيقى لفترة المنوعات بالإذاعة لأكثر من 11سنة.