اختلاف أمزجة الناس وأهوائهم في الاستماع إلى الغناء أمر طبيعي ولعل التباين ياتي من طبيعة النفس البشرية وتكويناتها التي تلعب فيها البيئة المحيطة بالشخص دورا كبيرا ومؤثرا ،وكما يقال في الامثال ( لكل زمن غنايه).. وبذلك نجد أن الاستماع للأغنيات يتغير بحسب الأجيال، ولقد أضحى من السهولة واليسر الأن بفضل التطور التكنولوجي في العالم بشكل عام والسودان بصورة خاصة ،وخصوصا في ظل امتلاك كل شخص لهاتف خاص به يتحكم في نغماته المختلفة وتحديدا بعد ان اضحى ادخال النغمات حرفة تمارس من قبل بعض الاشخاص حيث يقومون بتلبية أذواق الناس بإنزال النغمات والمدائح المختلفة لمطربين مختلفين في لونياتهم الغنائية ، يقول (م م) أحد أصحاب محلات الكمبيوتر الذي يقوم بانزال النغمات للزبائن انه في الصباح يقوم بتشغيل القران الكريم والمدائح النبوية وفي الفترة مابين العصر وحتى المساء يكون التقاسم للاغنيات المختلفة من الفنانين الكبار والشباب، وأشار إلى أن الأحداث تلعب دورا في لونية الغناء المستمع إليه والمطلوب مثل أحداث ليبيا والهتافات الهادرة للشعب ففي الفترة السابقة كانت النغمات على شاكلة (زنقة زنقة) و(الشعب يريد اسقاط النظام) ، أما الأغنيات المستخدمة لدى الشباب كنغمات فهي مابين (السويتو انت) لمحمد الجزار و(القطار) و(أدق يا قلبي)، أما الناس الكبار فطلبات أغنياتهم لعثمان حسين ووردي وعلى العموم كل ما يطلبه الناس متوفر داخل أجهزتنا هذه، وللنغمات في الجامعة قصص وحكاوي مختلفة كشفت عنها جولة (الأخبار) في هذه المساحة. (2) بعض الناس يرون أن ضبط النغمات شخصي ويعتمد على ذوق الشخص الخاص بل يعكس ذلك السلوك، كما يقول محمد (طالب) بجامعة النيلين الذي قال إن بعض الناس يعتمدون في اختيار النغمة على حسب مطربهم الذين يستمعون إليه ويتفق معه زميله مهاجرفي أن النغمة هي تذوق شخصي، واتفق أيضا معهم عادل جمعة (موظف) بأن النغمة تعكس فعلا أذواق الناس، منوها أن نغمته التي تحمل صوت فنانه محمود عبد العزيز هي ثابتة ولا تحتمل التغيير، مبينا أن حرية الشخص تكمن في اختياره لنغمته، حيث لا يسمح لأحد بالتدخل في اختيارها، ويبدو زوق محمد مختلفا إذ يميل إلي النغمات الدينية والمديح أكثر، ويذكر عبد الهادي (موظف) أن الأحداث السياسية من الربيع العربي وقرار محكمة الجنايات الدولية هما المسيطران على النغمات في الهواتف المحمولة من (زنقه) القذافي ) أو( قالوا سلموا) مؤكدا أن مصطفى سيد احمد هو صاحب نغمته الخاصة في هاتفه. (3) النغمات الخاصة مابين البنات والأولاد والكبار مختلفة كثيرا، حيث يقول محمد إن الأولاد تسيطر على نغمات هواتفهم الرياضة، حيث لا تكاد تخلو من تعليقات الشوالي والأغنيات الخاصة بفرقهم الرياضية من الزعيم وسيد البلد، أما فئة البنات فيبدو أنهن يملن إلى الرومانسية في أغنياتهن ما بين أغنيات الجزار وأولاد الصادق إلى جانب نغمات وصور المسلسلات التركية وتقول سلمي(طالبة) إنها تحبذ الأغاني الشبابية بينما ترى سوزان رؤية مختلفة حيث قالت أفضل أن تحمل نغمتي أسمى . (4) ويقول المعالج النفسي اسماعيل الجزولي ان النغمة الخاصة بالشخص تعكس شخصيته المتمثلة في ذوقه لأنها تكشف عن ارتياحه لهذه النغمة ،مشيرا إلى أن النغمة مثل الزي الخاص بالانسان اذا يعكس ما يرتديه الانسان من ملابس وألوان شخصيته ، موضحا أن النغمات الهادئة تعكس مدى هدوء الشخصية بينما العكس هو صحيح هذا فيما يختص بالنغمات المدخلة على عكس النغمات الأصلية في الهاتف والتي لا يمكن تحديد شخصية من وضعها . الاخبار