{ وصلني عبر الصحيفة مظروف أنيق يحتوى على إصدارة فاخرة لمجلة متخصصة تسمى (أجنحة الأمل)، تحمل على صدر غلافها تعريفاً ضافياً بأنها مجلة دورية تُعنى بالأشخاص ذوي «الإعاقة» وتمنيت لو كان بالإمكان استبدال كلمة (إعاقة) بكلمة أخرى أبلغ تعبيراً عن الإمكانيات الرهيبة والخلاّقة للقائمين على أمر هذه المجلة من منسوبي تلك الشريحة القانعة بقضاء الله، الساعية نحو المجد بخطىً حثيثة. { المجلة التي يرأس تحريرها «عبد الرحمن إسماعيل غانم» جاء في كلمتها الافتتاحية لهذا العدد الأول الذي وصلني وبقلم رئيس التحرير ما يلي: «في الكلمة الأولى على (أجنحة الأمل) لا نخاطب قراءً كعادة كلمات الاستفتاح، وإنما نخاطب الشريحة التي تستهدفها هذه الإصدارة وهي شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة والدوائر المحيطة بهم في الأسرة والمدرسة ومكان العمل، وبهذا المفهوم نعلم أننا نخاطب قطاعاً كبيراً يعنيه أمر هذه الشريحة خارج هذه الدوائر كذلك من المسؤولين والباحثين والأصدقاء والمتطوعين لخدمة هؤلاء في اتحاداتهم وجمعياتهم وروابطهم. لكل هؤلاء يتوجه خطاب هذه الإصدارة لنمتلئ جميعاً بأمل النهوض بهذه الشريحة إلى مراقي التأهيل الكامل والمشاركة الفاعلة، ليس فيما يلي هذه الشريحة وحسب، وإنما في كافة الجوانب الاجتماعية والسياسية والفكرية والاقتصادية لهذه الأمة العزيزة. وحرىٌ بكلمة البدء أن تحمل بطاقة التعريف ونداء التناصر فهذه الإصدارة معنية بكافة شرائح المعاقين وكل قضاياهم الفردية والجماعية وهي بهم ولهم .. نريدها لوحة تلوِّنها أقلامهم، ومرآة تعكس همومهم وخلجات صدورهم، ومنبراً يطرحون من خلاله آراءهم ويناقشون عبره قضاياهم.. ونريدها صالة ومسرحاً لإبداعاتهم ومواهبهم، سفيراً لمعاقي السودان إلى رصفائهم خارج حدود الوطن يتواصلون بها مع العالم تبادلاً للتجارب وتناقلاً للخبرات. { ولكي تحلِّق (أجنحة الأمل) هذه عالياً في سماء العطاء نقرن الرجاء بالنداء لكل المبدعين أن يكونوا جزءاً من هذا العمل ندعوا المعاقين ليستظلوا بدوحتهم هذه وكذلك كل من تعنيه هذه القضية اختصاصاً أو اهتماماً وتعاطفاً. وستظل هذه الأجنحة محلقة، ملوّنة بأقلامكم جميعاً مدفوعة بالدعوات الخالصات أن يزهر هذا العمل خيراً وأن يُثقِّل به الله موازين كل من ساهم فيه ولو بكلمة أو خطوة في سبيل انجاحه أو بنصح أو دعاء بظهر الغيب. ونسأل الله كُل التوفيق والسداد.. { انتهت كلمة الافتتاحية، وبدأ سيل من المشاركات الناطقة من الصفحات لأقلام هؤلاء المبدعين أصحاب الإعاقات المختلفة والإصدارة مليئة بالمواضيع الثرة الهادفة وحتى الشائقة والممتعة في إعلان واضح لكون «الإعاقة» كلمة مغلوطة لا مكان لها من الواقع ولا معنى لها في لغة التحدي والرضا بحكم الله. { هؤلاء المبدعون أكدوا بما لا يدع مجالاً للشك أن أرواحهم طيبة وعقولهم مستنيرة وطاقاتهم جبارة وأحلامهم عريضة وآمالهم عظام لا يألون جهداً في سبيل تحقيقها بقهر الواقع الأليم والانعتاق من قيد الدونية والحصار. { وعبر (أجنحة الأمل) تتعرّف على الإعلامي الكفيف والمفكر المُقعد والموسيقي الأخرس والفنان المعاق لتعلم كم أنت عاجز ومحدود الأفق ومستسلم لوساوس الشيطان بأن حياتك صعبة. وربما أجمل ما يميزهم ذلك التعاضد والصدق في المحبة والإخاء وكونهم على قلب رجل واحد، يتراحمون ويتعاونون ويترفقون ببعضهم البعض، ولا ينتظرون منا سوى التضامن والندية وبعض الاهتمام والمؤازرة والتقدير بعيداً عن حسابات الشفقة المخزية والاستخفاف. فالواضح عبر هذه الإصدارة تماماً أننا أحق بتلك الشفقة لأننا نريد التحليق بلا أجنحة أمل. { تلويح: تحية خاصة للزميل الإعلامي «معاوية قمر الشريف» الذي تداعى في خاطري كنموذج حي لقهر الإعاقة وبلوغ المجد مع خالص احترامي يا «دفعة».