طالما ظلت رايس داخل إطار التشدد تجاه الخرطوم.. لدرجة أن وصف معتدلون أمريكيون فشل السياسة الأمريكية المتواصل في السودان بسببها هي وأتباعها في مجلس الشيوخ، وقالوا عنها.. أنها تستغل علاقتها وصداقتها بميتشل وأوباما للضغط على الإدارة الأمريكية بهدف زعزعة استقرار السودان..!!.. سوزان رايس وصفت بالسياسية الأكثر تعنتاً وتشدداً في سياستها تجاه السودان، ويصفها البعض ضمن صقور الإدارة الأمريكية التي تكيل بمكيالين تجاه الخرطوم.. وقال عنها السيناتور السابق لندون لاروش: «لقد بذلت رايس جهوداً دون توقف لقلب نظام الحكم في الخرطوم وسعت لتقطيع أوصال السودان ليصبح عدة دول في محاولة لتدمير سيادته أكبر دولة في أفريقيا». ويرى مراقبون أن رايس استطاعت العمل ضد العديد من البلدان في إطار المناصب الرفيعة التي شغلتها، سواء أكان في دواليب الإدارة الأمريكية أو الأممالمتحدة، فقد سبق وأن شغلت منصب مستشارة السياسة الخارجية وسفيرة للولايات المتحدةالأمريكية وخدمت رايس في مجلس الأمن الوطني وعملت سكرتير مساعد الشؤون الأفريقية خلال الفترة الثانية للرئيس كلنتون وهي المرأة الثالثة المبعوثة من قبل الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة وهما جين كير ومادلين أولبرايت وهي أول امرأة من أصول أفريقية تتقلد هذا المنصب، وحسب الويكيبيديا فإن رايس هي أول شخص من أصول أفريقية يتقلد ذلك المنصب بعد أندرو يانج ودونالد ماكهنري. وتمت الموافقة على تقلد سوزان رايس لمنصبها الحالي في الأممالمتحدة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي بعدما صوت لها بالإجماع. وتعتبر رايس ذراع أوباما في الأممالمتحدة وحسب موقع الجزيرة على الشبكة العنكبوتية فإن رايس كانت تحلم بدخول الجهاز التشريعي «مجلس الشيوخ» لكن رياح السياسة قادتها إلى تقلد مناصب بالجهاز التنفيذي. ويرى مراقبون أن ما قذف برايس إلى ملفات تهم السودان وقضاياه مثل حفظ السلام وعمل المنظمات الدولية هو خبرتها في ذلك المجال في ظل إدارة الرئيس كلنتون فقد قضت أربع سنوات كلفت خلالها بأربعة ملفات في ذات الإطار، من بينها عمل المنظمات الدولية ومهام حفظ السلام لدى مجلس الأمن القومي قبل أن تصبح مستشارة خاصة للرئيس بوش في الشؤون الأفريقية. لم توصف آراء رايس تجاه قضايا السودان قط بالتوازن ويرى محللون أنها عادة ما تتحامل على حكومة الخرطوم بشكل ملفت إذ يعزو فريمان فشل السياسة الأمريكية المتواصل في السودان إلى سوزان رايس وأتباعها في مجلس الشيوخ، وقال: «هي تستغل علاقاتها وصداقتها بميشيل وأوباما للضغط على وزارة الخارجية الأمريكية لزعزعة استقرار السودان»! وعشية إعلان السياسة الأمريكيةالجديدة تجاه السودان أثنت رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة على الجنرال غريشن واعتبرت اختياره انتصاراً لجناح الجنرال سكوت داخل الإدارة الأمريكية حول السودان وكانت قد قالت في حديث أدلت به لإذاعة «NBR» الوطنية في واشنطن حول رأيها في غريشن، قالت إنه يتمتع بخبرة واسعة في أفريقيا وقضى فيها سنوات طويلة وكان والده مبشراً في الكنغو.. إلا أنها رجعت وتراجعت عن رأيها ذاك لاحقاً بوقوفها إلى جانب منظمات أمريكية كانت تطالب بعزل غريشن عندما قالت: «أحترم رأي تلك المنظمات لأنها حريصة على إنهاء الإبادة في دارفور»!! وعندما فشل مجلس الأمن في العام 2009م في الاتفاق على قرار تقدمت به فرنسا يطالب الخرطوم بالتراجع عن طرد منظمات مشبوهة حذرت رايس المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة من أن السودان «يواجه بمحض خياره عزلة دولية». ورايس التي تطالب الآن بفرض حظر الطيران فوق جنوب كردفان سبق وأن نشرت رأياً في صحيفة الواشنطن بوست دعت فيه إلى حظر الطيران فوق دارفور وافترضت حينها توسيع نطاق الحظر ليشمل الخرطوم بهدف ضرب مطارات عسكرية هناك وطالبت في ذات المقال الحكومة الأمريكية بالسعي لاستبدال الرئيس البشير بشخص آخر يتحالف مع أمريكا مثال الرئيس الأفغاني «كرزاي»! وطالما تعرضت رايس بسبب مثل تلك المواقف ومواقف مشابهة إلى النقد باستمرار ورغم أنها عرفت بقوة شخصيتها وجرأتها في اتخاذ قراراتها إلا أنها وصفت باتخاذ قرارات صدامية إذا كانت تخدم أجندتها، وعرفت أيضاً بتشددها مع أزمة دارفور. وظلت رايس على الدوام رغم اعترافها بأهمية التفاوض مع الخرطوم ترفض لقاء الرئيس البشير شخصياً وتشجع ذلك مع مستشاريه. ورايس من الذين أيدوا ضرب مصنع الشفاء تحت ذريعة إنتاج أسلحة كيميائية، وبالفعل قصفت صواريخ كروز الأمريكية المصنع وكان تدميره نقطة تحول في سياسة أمريكا تجاه السودان، إذ كشفت عن خطأ استخباري فادح أثبتته التقارير التي أصدرتها معامل بريطانية مستقلة، مما دفع جهاز المخابرات المركزية الإمريكية إلى إعدام عشرات التقارير الاستخباراتية السالبة عن السودان بسبب عدم مصداقيتها!!