على مدى السنوات الماضية شكلت عدة شخصيات اقليمية ودولية حضورا مؤثرا فى خارطة الاحداث والسياسة السودانية داخليا وخارجيا، ومن بين ابرز هذه الشخصيات ثامبو امبيكى رئيس لجنة حكماء افريقيا والوسيط الافريقى الذى ارتبط اسمه بقضية دارفور، وقد عُرف الرجل بأنه أحد أقوى رؤساء الدول الافريقية، حيث تقلد موقع رئيس جنوب أفريقيا. أمبيكى الذى حصل على الماجستير فى الاقتصاد من جامعة ساسكس واحترف الاقتصاد بعدها، عمل فى مكتب بلندن يتبع للمؤتمر الوطنى الأفريقى، وعاش فى عدد من البلدان الأفريقية من بينها زامبيا، نيجيريا وبوتسوانا. وقد تعرض ثامبو أمبيكى من قبل للنفى، وأثناء وجوده فيه تم اغتيال شقيقه جامو أمبيكى على يد عملاء حكومة ليسوتو فى عام 1982م، وقد ركز أثناء فترة حكمه على تعزيز المصالحة فى بلده وبناء مؤسسات الدولة. وقد عرف أمبيكى فى القضايا السودانية بوصفه وسيطاً يحظى بقبول وافر من مختلف أطراف القضية السودانية بالداخل. والشخصية الأفريقية الاخرى التى حظيت بدور كبير فى الساحة السودانية والأفريقية، هو البروفيسور إبراهيم قمبارى الممثل الخاص للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى، بسبب العلاقة الشائكة بين السودان والمنظمة الاممية عقب مجىء الانقاذ الى الحكم التى مثلت فى احيان كثيرة بأدوار سالبة ومعادية خاصة ما رافق بعثة اليوناميد كما تصفها الخرطوم، وقد نشط قمباري ضمن الدور الموكل إليه بين جميع فرقاء الساحة السياسية السودانية، تارة يرضى عنه هؤلاء وأخرى أولئك. ومن الشخصيات الأجنبية الأخرى تبرز الشقراء النرويجية هيلدا جونسون وزيرة التعاون النرويجى ونائبة المدير التنفيذى السابقة لليونسيف، وقد عرفت جونسون ضمن اهم اصدقاء قادة جنوب السودان قبل الانفصال، وعقب احتفالها مع الجنوب بانفصاله عينت فى منصب رئيس البعثة الاممية بالجنوب، ولجونسون كتاب بعنوان «إقرار السلام فى السودان» رسمت من خلاله توقعاتها لسيناريوهات مستقبل السودان، واستعرضت فيه تجربتها فى مفاوضات السلام بين الحركة الشعبية وحكومة السودان، والادوار التى لعبتها اثناء تلك الفترة. والسيدة الاجنبية الثانية فى المشهد السودانى التى احتفظت هى الاخرى بعلاقات وثيقة مع جنوب السودان، كانت ولازالت الامريكية افريقية الاصل «سوزان اليزابيث رايس» ممثلة الولاياتالمتحدةالامريكية بمجلس الأمن، وعملت سابقاً مساعدة لوزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافرقية، مثلما عملت من قبل مستشارة للسياسة الخارجية، وقد تقلدت منصبها فى مجلس الأمن بعد تصويت بالإجماع من قبل مجلس الشيوخ الامريكى. ورايس التى عرفت بطموحها وجرأتها، عرفت بعدائها الشديد لحكومة الخرطوم وتشددها فى التعامل مع ازمة دارفور. وكانت ضمن مؤيدى الهجوم الامريكى على مصنع الشفاء، ولم تعرف لرايس اية ادوار ايجابية فاعلة تجاه السودان، ومازالت من موقعها فى مجلس الأمن تمارس أدواراً ضاغطة تجاه الخرطوم .