آمال عباس.. هي بلا جدال اسم معروف وذو مكانة مرموقة على المستوى السياسي والصحافي، التقيتها أمس «الثلاثاء» في مكتبها بالخرطوم في محاولة استجلاء بعض ما خفي عن شخصيتها وملامح عن تاريخ نشاطها الوطني العريق والحافل بالمثير والشائق: تاليا مقتطفات من المقابلة: { هل ما زلت مايوية؟ - أنا مايوية حتى الآن، وأنا فخورة بذلك، وأعتقد أن تجربة ثورة مايو كانت من أنضج التجارب السياسية المتمسكة بميثاق العمل الوطني لكنها في النهاية عجزت عن تحويل ذلك إلى الواقع. { ألم تكوني عضوا في الحزب الشيوعي؟ - دخلت عهد مايو من الحزب الشيوعي، من منطلق أن مايو رفعت شعارات تحقق السودان الذي في خاطري. { كُنت من الانقساميين؟ - لم أكن قيادية في الحزب الشيوعي.. أنا تلميذة لفاطمة أحمد إبراهيم في المدرسة والسياسة، والحقيقة أن انقسام الشيوعيين لم يكن بعد مايو فقد حدث ذلك الانقسام منذ المؤتمر الرابع للحزب عام 1969م.. لم يكن لدي غير خيارين إما أن أنحاز لعصبية حزبية أو أن أنعتق لبراح وطني، ففضلت الانحياز لمايو. { السيدة فاطمة أحمد إبراهيم كانت أشد قسوة عليك بعد انضمامك إلى مايو واستمرارك في الاتحاد الاشتراكي؟ - في السبعينيات التقيت فاطمة في ندوة نظمتها الجبهة الديموقراطية في قاعة امتحانات جامعة الخرطوم، وأذكر أن فاطمة وسعاد الفاتح وشخصي كنا المتحدثات الرئيسيات، وعندما قابلت فاطمة رفضت تحيتي، ولم أرد عليها لحظتها وحينما بدأت الندوة التي كانت معبأة أصلا ضدي قلت في بداية حديثي إن آمال عباس هي ما «أنتجته» فاطمة أحمد إبراهيم والحزب الشيوعي سلبا أم إيجابا، وضجت بعدها القاعة بالتصفيق. { هل ما يزال الخصام قائما بينك والسيدة فاطمة التي أعدم النميري زوجها الشفيع أحمد الشيخ؟ - أبدا.. بعد تلك الحادثة زرتها في لندن وكانت مريضة، وعندما قابلتها دخلنا في نوبة بكاء امتدت لأكثر من عشر دقائق.. تحدثنا في الغربة والوطن وقالت لي: أنت أصيلة، وقلت لها: أنا لست سوى تلميذة لديك. { ألست نادمة على الاشتراك في نظام شمولي عسكري؟ - مايو حركة بشر وليست حركة ملائكة.. هي معركة بين الخير والشر مستمرة إلى الأبد. { أترين فرقا بين مايو والإنقاذ؟ - طبعا.. لأن مايو ليست حزبا، هي تحالف لتنفيذ ميثاق عمل وطني، بينما الإنقاذ حزب عقائدي، لكنني لست ضد المؤسسة العسكرية ودورها في السياسة، أليس العسكريون هم أولاد الشعب وفئاته العاملة؟! { يذكر في نميمة السياسيين القدامى أن «آمال» كانت أجمل سيدات الاتحاد الاشتراكي؟ - تضحك.. كنت أنظر إلى نفسي وحتى الآن على أنني امرأة «عادية»، لكن ربما للآخرين رؤية غير ذلك. { متى تزوجت؟ - أنا تزوجت من المرحوم سعد أحمد حسين في العام 1963م وكنت وقتها صغيرة في العمر أدرس في مدارس الأحفاد التي أعدتني إعدادا شاملا ولم أجد شقاء في إدارة بيتي، بل ما زلت على هذا المنوال، أقوم بالطبيخ والحياكة، وقد قمت بنفسي بحياكة ملابس زواجي. { هل فكرت في الزواج بعد رحيل زوجك؟ - لم أتزوج وفاء لذكرى تجربة لن تتكرر.. أنا تزوجت شابا سودانيا أصيلا ومثقفا توفي في العام 1983م.. كان حبيبا وزوجا ووالدا.. أعانني في كل شيء.. لا أريد لهذه الذكرى أن تنتهي. { ألم تتلقي عرضا للزواج بعد رحيل زوجك؟ - تضحك.. كثيرة جدا لكنني ظللت أعتذر عنها رغم الضغوطات الكثيرة التي تعرضت لها سواء من الأسرة أو الأصدقاء.