يبدو أن التظاهرات والاحتجاجات التي سادت بعض الأقطار العربية مثل تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا.. إلخ وأُطلق عليها الربيع العربي لن تقتصر على العالم العربي وحده فهناك دول كثيرة أخرى مؤهلة لاستقبال مثل هذا الربيع. ويقولون إن من هذه الدول إسرائيل.. التي هي ديمقراطية جداً في داخلها ويحظى المواطن الإسرائيلي في داخلها بأعلى درجات الاحترام وبكافة حقوق الإنسان بكل المعايير الدولية وفي نفس الوقت فإن هذه الدولة تزاول استعماراً استيطانياً ضد الشعب الفلسطيني وتنتهج سياسات عدوانية توسعية ضد جيرانها. ففي الأخبار أن البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» قرر أن يقطع إجازته الصيفية لعقد جلسة لمناقشة الاحتجاجات الاجتماعية المتزايدة التي انتشرت في إسرائيل وكانت أحزاب المعارضة هي التي تقدمت بهذا الطلب ومن المقرر أن تعقد هذه الجلسة في غضون الأيام القليلة القادمة. وقد تظاهر مئات الإسرائيليين الاثنين الماضي أمام المجمع الحكومي بتل أبيب مطالبين بخفض تكاليف العلاج ومنع الاستقطاع من المعاشات الذي تنوي الحكومة اتخاذ قرار بشأنه. وقال رئيس اتحاد المعاشيين إنهم يريدون حلولاً محددة لمشكلتهم لكن احتجاجهم يدخل ضمن الاحتجاج العام الذي شرع فيه الآخرون. وقال أحد المعاشيين إن آخر مرة تظاهر فيها كانت في عام 1947م ضد البريطانيين، ولذلك يجب أن يهتم الجميع بما يجري الآن. إنه أمر مخيف.. وقال آخر «إن الشباب والمعاشيين سوف يطيحون معاً بنتنياهو رئيس الوزراء». وتنتوي بعض المنظمات عقد مؤتمر طارئ تطرح فيه مطالب أعضائها، وقال أحد رؤساء هذه المنظمات «إن معظم هذه المنظمات يميل للطبقات الدنيا، ولذلك فإن الحل يقتضي التعامل مع مسألة الفقر». وكانت جريدة «الحياة» التي تصدر في لندن هي التي أطلقت على الاحتجاجات والتظاهرات الإسرائيلية اسم الربيع الإسرائيلي، وقالت إن نزول عشرات الألوف من الإسرائيليين إلى الشارع محتجين على غلاء المعيشة وأزمة السكن يُعد عملاً لا سابقة له طوال تاريخ إسرائيل وقالت الأهرام المصرية «إن أيام السبت في إسرائيل أصبحت ثورة»، فالإسرائيليون يتظاهرون في يوم إجازتهم الذي هو يوم السبت تماماً مثلما أن العرب يتظاهرون في يوم إجازتهم الذي هو يوم الجمعة، وميزة التظاهر في يوم الإجازة أنه لا يعطل الإنتاج ثم إنه في حالة العرب يوفر جماهير بالألوف هي تلك التي تؤدي صلاة الجمعة. وكان أحد عناوين جريدة الوفد المصرية «الثورة في إسرائيل» و«الشعب يريد إسقاط رئيس الوزراء». وهنا فرق كبير بين الربيعين العربي والإسرائيلي، ففي الربيع العربي فإن الشعب يطالب بتغيير النظام وفي الإسرائيلي فإن الشعب يطالب بإسقاط رئيس الوزراء، ليأتي رئيس وزراء آخر مع استمرار النظام الذي هو نظام ديمقراطي برلماني يسمح بتداول السلطة من خلال الانتخابات الحرة النزيهة وهذا ما يفتقر إليه معظم العالم العربي.