جاء في جريدة هآرتز الاسرائيلية عدد الخميس الموافق 4 مارس الماضي، أن شيمون بيريز في نقاشات خاصة جرت بينه وبين قادة الأحزاب الايام الماضية أعرب عن اقتناعه بعجز رئيس الوزراء نتنياهو عن التقدم في عملية السلام في ظل الحكومة الحالية التي يسيطر عليها اليمين. وقال بيريز: إنه مازال مقتنعاً بنوايا وقدرات نتنياهو. وبمناسبة نوايا نذكر أن الصحفي المخضرم اللغوي الأنصاري أستاذنا محمود ادريس رئيس تحرير جريدة الأمة منتصف ستينيات القرن الماضي أفتى بأن نوايا خطأ والصحيح نيات. وقالت الجريدة الاسرائيلية إن بيريز الذي يشغل منصب رئيس الدولة العربية وهو منصب تشريفي بروتوكولي يتمتع بعلاقات ممتازة مع رئيس الوزراء نتنياهو لكنه أي نتنياهو مكبّل باليمين. وهو يريد أن ينطلق في عملية السلام لكن اليمين يحول بينه وبين ذلك، وقال بيريز إن رئيس الوزراء حريص على بقائه في السلطة لكنه إذا أراد أن يصنع تاريخاً ناصعاً عليه إدخال حزب كاديما في الحكومة. وهو الحزب الذي تتزعمه ليفني وزيرة الخارجية السابقة. وأبدى بيريز قلقه من تدني مكانة اسرائيل في المجتمع الدولي وقال إن اشتراك حزب كاديما في الحكومة سوف يساعد رئيس الوزراء في عملية السلام وسيؤدي ذلك الى تحسين مكانة اسرائيل في المجتمع الدولي. وقال الرئيس الاسرائيلي إنه لا يؤيد محاولات نتنياهو الرامية لشق حزب كاديما. وكان بيريز قد استقبل في مكتبه رئيس الوزراء نتنياهو وزعيمه حزب كاديما ليفني. وتقول جريدة هآرتز ومعناها باللغة العبرية الأرض، إن محاولات بيريز لقيام حكومة أوسع يشترك فيها حزب كاديما لم تثمر بعد، وإن العلاقة بين نتنياهو وليفني ليست على ما يرام وتفتقر الى الثقة أو الاحترام المتبادل وتجلّى ذلك في اجتماع لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس النواب «الكنيست» الثلاثاء الماضي، وقد شنت ليفني هجوماً قاسياً على رئيس الوزراء واتهمته بسعيه لشق حزب كاديما.. ونكتفي بهذا القدر مما نشرته جريدة هآرتز الصادرة الخميس الماضي 4 مارس 2010م. وكان واضحاً ذلك القدر العالي من الحرية التي تتمتع بها الصحافة الاسرائيلية. وقد استطاع هؤلاء الذين كنا نسميهم في الماضي بالعصابات الاسرائيلية أن يؤسسوا صحافة حرة مقروءة وأن يبنوا مجتمعاً ديمقراطياً يتم فيه بسلاسة وبرضاء كل الأطراف التداول السلمي للسلطة. وليس في اسرائيل عائلة سيوبر خلقت لتحكم وليتهم أفرادها سواء أكانوا في الحكم أم المعارضة بالغنى والجاه. لكن الجانب الأول منها هو أن اسرائيل دولة مغتصبة وأنها أقامت استعماراً استيطانياً على أرض فلسطين، وأنها طردت اهلها من ديارهم، وشردتهم وقتلت كثيراً منهم.. وأنها غزت واحتلت أراضي دول عربية أخرى.. والخ. إن اسرائيل من الداخل بالنسبة لليهود دولة تستحق لكنها من الخارج.. العربي وغير العربي الذي لم ينم ضميره، دولة محتلة بشعة تافهة حقيرة!!