{ يحتاج الفريق «مالك عقار» أن يتدبَّر أمر ولاية النيل الأزرق.. أرضها.. وسكانها.. تنميتها.. واستقرارها.. صحَّة أهلها وتعليم أبنائها.. يحتاج أن ينظر إلى المستقبل على امتداد الأفق البعيد.. بأمل مديد.. عليه أن يتجاوز محدوديَّة (العنصر)، وعقدة (الهامش)، ونعرات (الثورة) التي لا تهدأ، فكلَّما أنهت البلاد فصلاً من فصول الاحتراب في ناحية، تجهَّز (آخرون) في ناحية أخرى، لإشعال النار بوقود يوفِّره (متعهدون) دوليُّون وإقليميُّون، متخصِّصون في إثارة النزاعات بالمناطق (الأقل نموَّاً)..!! { مسؤوليَّة تاريخيَّة على عاتق السيد «عقار» وهو الآن يتربَّع على عرش (السلطة)، وبيده مفاتيح (الثروة)، فهي على قلتها، أفضل من عدمها حين تنطلق المدافع، ويعبث الرصاص بأحلام (الصغار)، وينفجر البارود على رؤوس (الكبار)، وتصرخ النساء على امتداد المجهول، يختلط العويل، بالنحيب، بالهدير، بالعواء، والفحيح والزئير..!! { وبعد عشر سنوات على (تمرُّد جديد)، ربما يعود «مالك عقار» أو أحد مساعديه وتلاميذه في (النضال)، (والياً) على ولاية النيل الأزرق، ليجلس على (عرش الحريق).. يحصد الرماد.. !! هل بالإمكان أفضل من هذا الحصاد..؟! لا.. فحقائق التاريخ.. والجغرافيا.. وكثافة السكان.. لا تحقِّق كسباً يزيد عن ما هو واقع - الآن - في حال الوالي «عقار».. { ليس من عاقل يرفض للآخر حقَّ الوجود.. والعمل السياسي.. ولكن ليس من عاقل أيضاً، يرضى أن يفرض هذا (الآخر) حقَّه وخياره السياسي بدبَّابات وسلاح مفروش على الحدود..!! { عندما تهدِّدني بالسلاح، فهذا يعني أنَّ مركزيَّة عقلك تعمل بالتناغم مع (خزنة البندقيَّة)..!! بينما السياسة هي (فن الممكن)، وتطوير الواقع، والتنائي عن (المغامرات)، فتاريخ البشريَّة يحفل بكوارث تسبَّب فيها (سياسيُّون مغامرون)، حطموا بلادهم، وأحرقوا جذوعها باسم الثورة.. والثوريَّة !! { يحتاج السيد «مالك عقار» أن يقود عملاً سياسيَّاً مختلفاً يدفع النيل الأزرق، وبلادنا كلها، جهة التعقُّل.. التوحد.. والتبصُّر، للعبور بشعبنا إلى شط الرفاهيَّة والاستقرار، ولن يتأتَّى هذا بالإصرار على أفكار بالية، ومجرَّبة، قسَّمت بلادنا قسمين، فصلت جنوبنا عن شمالنا، وقدَّمت للعالم نموذجاً (بائساً) لنهايات اتفاقيات السلام. { لن يجدي أن نحمِّل (المؤتمر الوطني) - وحده - المسؤوليَّة، فالحركة الشعبيَّة (لتحرير السودان) مسؤولة بدرجة أعلى، باعتمادها فكراً لإعلاء (العنصر) على (النسيج)، وترسيخها للسياسة (الانسحابيَّة) بالتركيز على (المظالم)، والطرق على الأحزان والمرارات!! { هذه دعوة للسيد «عقار» أن يركب على جواد (الواقعيَّة السياسيَّة)، وليس (الاستسلام)، مفارقاً دعوات (ثوار إلى الأبد).. مغامرون حتى الموت.. موت الجميع..!! - -2 { رئاسة التحرير مسؤوليَّة تنوء عن حملها الجبال الراسيات، وهي ليست نزهة، ولا منحة، ولا ترف، ولهذا فإن من يهزأ بها، تهزأ به، ثم ترمي به في (سلة المهملات) الصحفيَّة، وعندما حاول الزميل «محمد لطيف» أن يتبرَّع بشرفها (الرفيع) إلى أحد (العيال) من غير الناضجين، سخرتْ منهما، وهزأتْ بهما، فعاد إليها الأول مضطراً، وراضياً ب (النصيب)!! إذن مازلنا نكرر السؤال: من يدفع - يا لطيف - فاتورة الورق ال (Glossy) الحكومة أم الحكومة؟! ثم من دفع فواتير (خيمة الصحفيين)؟؟! ورمضان كريم.