جاء في الأخبار أن رئيس الحركة الشعبية والي النيل الأزرق مالك عقار، أكد أن حزبه يسعى لاستدامة السلام والوحدة وإدارة التعددية بالبلاد، ومن ثم دعوته للاستعجال في حل أزمة جنوب كردفان، وتحذيره من انقسام السودان إلى دويلات، لافتا إلى أن الأمر يحتاج إلى حوار على نار هادئة ونفس طويل لمعالجة المشكلات، وقطع بامكانية تحقيقه، فهذا ولعمري حديث مسؤول وجميل في حق هذا الوطن المكلوم وهذا الشعب الأبي. ولكن ما حارني في حديث عقار حديثه عن رهن استئناف المباحثات مع الحكومة في ما يتعلق بأحداث ساخنة يراها هو بعينه بخلاف ما يراها الآخرون، بوجود طرف ثالث، شريطة أن تكون خارج السودان. ثم عاد عقار فقال إن هناك سبع مناطق جاهزة للانقسام حال فرضت مجموعة نفسها على الآخرين، واعتبر ان المشورة الشعبية للمنطقتين قبرت لعدم وجود القانون والمؤسسات، وقال إن قضية دارفور مازالت قائمة بسبب نهج الحكومة، وكشف ان حزبي الامة والاتحادي يمتلكان جيوشا. وقطع عقار بأن الحرب في ولاية النيل الأزرق يمكن أن تشتعل خلال لحظات حال تكرار محاولة نزع السلاح التي اشعلت جنوب كردفان. وهذا النوع من السلوك السياسي العقيم ما اتسم به أغلب ساسة السودان بما فيهم بعض الزعماء الكبار، وهو أنهم ما أن يبدوا حسن النية والمبادرة لطي الماضي وأحزانه وفتح صفحة جديدة في حق وطن الجميع لزرع الفأل الحسن واستشراف مستقبل مشرق بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، حتى ينحرفوا عن المسار الوطني الواقعي إلى آخر على جرف هار يضيع الجميع ويدفن السودان الوطن الجميل في حفرة الأحزان غير المتناهية!. والسؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا كل ذلك؟ لماذا تحولّت لغة الحوار إلى لغة الحرب؟ ثم أن الحديث عن جيوش مسلحة لعدد من الأحزاب، هل يعني أن الشعب السوداني سوف يتقاتل جميعا ويقتل بعضه بعضا؟ أعتقد أن هذا هو العواء السياسي الذي لن يخدم مصلحة أيّ من الأطراف، ولن يخدم الشعب، وعلى الجميع الالتزام بأخلاق الحوار واختيار لغته التي تفضي إلى عيش آمن. وهنا يأتي سؤال لكل زعماء الأحزاب الكبيرة بما فيهم المؤتمر الوطني.. هل ما يفرقنا أكبر مما يجمعنا؟ ماذا لو كنّا واقعيين ونزلنا إلى مائدة الحوار الوطني الحقيقي وليس الحزبي الذي يضع الوطن والشعب أولا .. أسئلة يطرحها الشعب عليكم جميعا، فماذا أنت قائلون؟! [email protected]