{ وأنا جنين في رحم أمِّي، لم يتكوَّن حينها ناضج أحاسيسي، ولكنِّي كنت أشعرُ أن شعوراً دافئاً ما يتحرَّك فيَّ كما أفعل في رحم أمي الحبيبة.. { أحببتُك جداً أيُّها الرجل مثاليُّ الصلابة.. وأزليُّ العشق.. أحببتُك وأقولها بكامل الثقة والوعي.. { أيُّ «بيولوجي» قد يكذِّبني؟ وأيُّ عالم نفس هذا الذي من سيظنَّني أدَّعي حبك وأنا في مراحل تكويني الأولى؟ { قد يرد هذا وقد لا يرد.. إنَّما يتوقَّف على كون من العاشق ومن المعشوق.. أعشقك أنت يا حلماً يراود كل فتاة تتمنى أن تحمل اسمك المكتوب بحروف من نور وتمضى عقباً.. { أجل.. يا أبي.. عشقتك قبل أن أعي شيئاً للوجود.. أتدري لماذا؟ لأنِّي حينما كنتُ أعيشُ على دماء أمِّي سريْتَ أنتَ في دمائي دون حول لي ولا قوَّة.. فوجدتك متَّكئاً على كل الخلايا.. مفرداً جناحك عطفاً وتحناناً.. { وجدتُك قبل أن أجد نفسي، وقبل أن أدرك طبيعة المكان الذي أقطنه.. { ليس فقط لأنَّك أبي.. ولكن لا تسلني لماذا.. لأنَّي نفسي لم أجد ما يحتمل أن يمثل تعليلاً من مفردات اللغة.. { يا لغرابة اللغة التي لطالما أبدعت في التصوير والتعبير.. ولكن سرعان ما استشاطت غضباً حينما التمست عجزها إزاء ما أحسُّه تجاهك!! { يا لرهافة الحس وجماله حينما أغنيك طرباً فتنتشي كل زهرة وترقص حتى يأخذ الرحيق منها مكاناً قصيَّاً.. { أحبُّك يا بذرة الأبد التي تطلي جدران قافيتي كلما انتقص منها الزمن حقَّه فأصابها الكبر وبهتت.. { أحبك يا مزيجاً من الشعر والبوح.. يخرج كلَّما تحشرج الكلام في حلق القلم.. أحبُّك وكفى.. { خلف نافذة مغلقة: أبُوي غالي.. ولا كل غالي في سوق العذاب بنباع... أبُوي شوقاً سكن قلباً صِبِح ملتاع.. أبُوي دخر الزمان الحاضر الجاي وزماني الضاع.. وأبُويا عزف على الأرض الفتات ألحان وبالسلوكة غنَّى على التراب إيقاع.. أبوي إنسان..!!