{ وتطلُّ من خدَّيك دفقة أدمع حرَّى وبعضٌ من سؤال: حتَّى متى ستظل هذه المساحة مليئةً جداً أمام الأعين.. فارغةً جداً خلف سياج القلب الظمآن..؟! { هذه عروسٌ تخرج نحو قبرها.. ولازالت حُبْلى تنجبين عاماً تلو العام.. حتَّامَ سيظل هذا الفراغ مقيماً يشتِّت ملامحك البريئة؟! { جامعتي الحبيبة: كم من الأجيال خرَّجتِ وكان مصيرهم المجهول.. إلاَّ من رحم الله؟! { كرنفال تخريج الدفعة «...» كليَّة «...» جامعة «...»، ثم ماذا بعد هذا؟! { أمَّاه: لا تلوميني.. فأنا قطعةٌ منك، لكِ أن تطلقي عليَّ لفظ (العقوق).. ولكنِّي لست سوى ابنة لك.. ربيتِها على الأخلاق والصدق حتى آخر العمر. { كفى أمَّاه.. لقد سمعتُ أبناءك بأذنيَّ يتحدثون عنك بوابل من الضجر.. وكأنَّما يتَّهمونك بالخيانة إثر كل مولود يسكن مساحات رحمك الممتدَّة.. هكذا يقولون.. لا أدري لماذا؟ ألأنَّك استنفدتِ ما أوتيتِ من قوَّة لتعطيهم ما ملكت يداك من علم وخبرة..؟! أم لأنَّك ابتعتِ الخبز لهم حينما عرضتِ بعضاً منك للمارَّة؟ أم لأنَّك ترحِّبين بهؤلاء القادمين الجدد..؟! { إذن.. أمِّي الحبيبة.. لا تربِّتي على كتوفهم.. ولا تتعاطفي معهم.. دعيني وحدي رسول إلفة بينك وقلوبهم.. لكنِّي لا أحتمل فيك قولاً.. فلتنجبي ما شئتِ على رأس كل ثانية.. وليس كل عام.. وستظلين - كما أنتِ - سرَّاً عميقاً.. لا يعرف غير في جبِّ الإحساس المرهف سكوناً.. { هكذا كنت أخاطبُ كل جامعة خرَّجت آلاف «الخارجين» عنها إلى الشارع.. وهي تغلق الباب خلفهم.. وفتحت باباً آخر تستقبل به آلاف القادمين ليخرجوا بعد سنوات من ذلكم الباب الموصد.. { حتَّامَ سوف يظل هذا الباب موصداً إلى حين خروج الآلاف؟! لست أدري.. ولا أدري.. من يدري ماذا يجري..؟! {{ خلف نافذة مغلقة ثم ماذا بعد هذا؟؟!