في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    خريجي الطبلية من الأوائل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بروفيسور كبشور كوكو القيادي بالمؤتمر الوطني في إفادات ل(الأهرام اليوم) حول جنوب كردفان
نشر في الأهرام اليوم يوم 20 - 08 - 2011

تعتبر ولاية جنوب كردفان واحدة من المناطق ذات الاهتمام في الرأي العام المحلي والعالمي منذ بداية الاحداث التي شهدتها في مطلع يونيو الماضي بجانب انها من المناطق التي كانت تتمتع بخصوصية قبل الاحداث جعلتها تحظى ببروتكول خاص بها في اتفاقية السلام. في هذا العدد جلست (الأهرام اليوم) إلى البروفيسور كبشور كوكو وزير التربية والتعليم السابق والقيادي في المؤتمر الوطني وأحد ابناء الولاية الذي يتمتع برأي محايد وجريء لاستقراء الاوضاع في الولاية ومعرفة الاسباب ورؤيته للحلول وتناول في حديثه قضية التقسيمات الاثنية التي شهدتها الولاية خلال فترة الانتخابات ومسببات الصراع الذي تشهده وكيفية الحلول ورؤيته للمبادرة التي طرحها اللواء دنيال كودي وما هو مطلوب منه لنجاحها بجانب تمسكه بإنفاذ اتفاق السلام وتحذيره من مآلات الوضع بعد الخريف والتحسب لها بجانب حديثه عن تهم الاستهداف لاثنيات بعينها في الولاية هذا وغيره من القضايا التي تناولها فلنطالع افاداته:
{ كيف ترى الوضع الآن في الولاية مقابل الحديث عن تعقيدات الحل؟
الآن الدائرة الامنية في الولاية تتسع تدريجياً بوجود عودة طوعية للمواطنين لمناطقهم برغبة تلقائية منهم خاصة مناطق كادوقلي والدلنج لكن هذا لا يعني أن المشكلة قد انتهت طالما هناك وجود عسكري للحركة في بعض المناطق.
{ إذن ما رأيك في اصرار الدولة على الحسم العسكري للنزاع؟
هناك طرفا معادلة؛ الطرف الأول هو أن اية دولة لا يمكن أن يقع اعتداء على مواطنيها وتقف مكتوفة الايدي من الطبيعي ان تعمل هذه الدولة آلياتها وإمكانياتها لبسط الامن والدفاع عن مواطنيها. الطرف الآخر من المعادلة هو أن الحرب لا يمكن أن تحل المشكلة بأي حال من الأحوال فلا بد من مخرج سياسي من هذا الوضع بأن يجلس الطرفان على طاولة التفاوض مع قناعتي بأن الحركة هي التي ابتدرت الحرب.
{ ما رأيك في عملية الاستقطاب الاثني الذي تم لمواطني الولاية قبل الاحداث سواء من المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية؟
صحيح أن هناك استقطابا قد تم كما ذكرت حتى أصبحت الصورة تبدو كأن المؤتمر الوطني حزب خاص بالقبائل العربية والحركة حزب خاص بقبائل النوبة طبعاً معروف أن التجنيد الذي تم للحركة في المنطقة كان على اشده وسط ابناء قبائل النوبة حتى حدثت مشاكل بين الذين انضموا للحركة وبعض القبائل العربية قبل اتفاقية السلام وبعدها نشطت الحركة أي بعد السلام في عقد المؤتمرات القبلية لتسويق اجندتها ومشروعاتها مثل مؤتمر الكداليب والاجنق وغيرها وكانت هناك توصيات سلبية مثل عدم التسمي بالاسماء العربية والحركة بهذا سنت قانون المناطق المقفولة للمرة الثانية باغلاقها للمناطق التي كانت تسيطر عليها ومنعت أي تأثير فكري أو سياسي من قبل أي قوى أخرى غيرها حتى تجعل هؤلاء المواطنين متأثرين بصياغتها وحدها ولا أحد غيرها رغم أن هذه المؤتمرات فيها جوانب حسنة مثل العودة للاصول والمحافظة على اللهجات والثقافة المحلية هذا شيء حسن لكن المشكلة إذا كان هذا في تضاد مع الثقافة العربية والإسلامية، إن هذه الثقافات مكملة لبعضها وتكون الشخصية السودانية لكن يجب ألا تطرح في تضاد. في الجانب الاخر المؤتمر الوطني في ظني لم يفلح في إبراز قيادات مقنعة من جبال النوبة حتى اليوم وهذا تكشفه خريطة نتائج الانتخابات وهذه المسألة يجب أن تعالج.
{ إذن كيف تكون هذه المعالجة؟
على الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني أن يطرحا برامج ويختارا الاشخاص المناسبين لانهاء الاستقطاب الذي اشرت إليه وحتى نخرج من هذا التصنيف الاثني بأن يكون تصنيف الناس حسب انتماءاتهم الفكرية وقناعاتهم السياسية وهذا في حاجة لعمل ومجهود من المؤتمر الوطني بطريقة جادة لطرح رؤاه وابراز قيادات تمثل المنطقة كلها وعلى الحركة أن تفتح المناطق التي تسيطر عليها لينعم المواطن باختيار المسار السياسي الذي يقتنع به وليس الذي يفرض عليه.
{ لكن الملاحظ أن هناك انغلاقا لأبناء النوبة في العمل السياسي في تنظيمات خاصة بهم لكن فجأة ظهر ارتباطهم بالجنوب؟
ما تسميه انغلاقا كان نتيجة صحيحة برزت في فترة الستينيات من القرن الماضي لتكوين الأحزاب الاقليمية مثل اتحاد عام أبناء جبال النوبة والبجا والفونج ونهضة دارفور، وجاءت هذه الصيحة باعتبار ان الأحزاب السياسية لم تتمكن من معالجة قضايا هذه المناطق بالصورة المطلوبة وكانت هناك شكاوى من الظلم والتهميش وغيره.. لكن الذي حدث في عام 83 انضم بعض أبناء النوبة للحركة الشعبية بعد أن بدا أن مشكلة جبال النوبة لن يتم حلها الا بحمل السلاح وهذا السلاح الجهة الوحيدة التي يمكن ان تمدهم به هي الجنوب لحل قضاياهم يعني الانتماء للجنوب جاء بغرض الحصول على السلاح. وتدرج الأمر الى أن وصل الآن لوجود اجيال من أبناء النوبة يؤمنون بأن جبال النوبة والجنوب شيء واحد لأن هناك كثيرين ممن ولدوا منذ عام 83 في احراش الجنوب وتشربوا بثقافة وقناعة ان الجنوب وجبال النوبة شيء واحد والقناعة التي عندك وعندي والمشتركات التي بيننا متقدمة عن هذا الجيل لانه نشأ جنوبيا في فكره وتوجهه وتعرض الكثير منهم لصياغة ايديولوجية في كوبا واثيوبيا واصبح كأن لهم مصير مشترك بين الجنوب وقضية جبال النوبة أضف إلى ذلك هناك مسألة الحقوق الثقافية.
{ الا توافقنا في ان الفشل في إدارة التنوع الثقافي يمثل جزءا كبيرا من المشكلة؟
لا أزعم ان إدارة التنوع الثقافي تمت بالطريقة المثلى في السودان لأن هناك تطلعا لان تجد كل الثقافات موضعا ومكانة لها في الخريطة الثقافية السودانية وابرازها وهذا واحد من الأشياء التي تجمع أهالي جبال النوبة بأهل جنوب السودان مسألة عدم إبراز الثقافات المحلية.
{ ما السبب الذي جعل المؤتمر الوطني لا يفلح في ابراز قيادات من المنطقة كما ذكرت؟
لا المؤتمر الوطني له قيادات من الولاية بارزة ومقتدرة لكن هناك تقديرات سياسية محلية لكن اصلاً لا تستطيع القول إنه لا توجد له قيادات لكن المطلوب ان يبرز المؤتمر الوطني هذه القيادات لأنها موجودة.
{ لكن هناك شكوى من أن المركز متدخل في الولاية ولا يعطي فرصة لقياداتها للتصرف حسب ما تراه؟
اذا كان المؤتمر الوطني لديه مقترحات واطروحات مقنعة ويدافع عنها فالأمر يبقى في قيادات الولاية وليس المؤتمر.
{ أقصد ان القيادات التي في الولاية لا تقوم بخطوة الا بموافقة المركز؟
واحدة من الاطروحات الماثلة او التهم ان الحرب الأخيرة نشبت لأن أحمد هارون اطلقت يده في الولاية أكثر من اللازم ليعمل تقديراته السياسية وقد أخطأ في بعض هذه التقديرات هناك أناس رؤيتهم هكذا مقابل حديثك عن ان المركز قابض.
{ هناك حديث الآن أو مطالبة بأن تدار الولاية باحد أبنائها؟
والله دعنا نقول مباشرة هل هناك حاجة لاستبدال أحمد هارون؟.. أنا طبعاً من الذين أيدوا تعيين احمد هارون لان الفترة كانت تتطلب وجود او تعيين شخص يجيد التعامل والتعاون مع الحركة من أجل مصلحة الولاية بعد موجة التشاكس بين الشريكين التي شهدتها في غالبية الفترة الانتقالية، هذا جانب. من جهة أخرى هناك اناس لديهم تهم جاهزة لاي واحد من أبناء النوبة يتولى منصب الوالي ويتعاون مع الحركة سرعان ما يوصف بالخيانة والتمرد بحكم التركيبة الاثنية او على الاقل يقال لديه ازدواجية في الولاء لذلك كان أحمد هارون الشخص المناسب لأنه ليست له أي أجندة مع أية قبيلة في الولاية واعتقد انه نجح في تلك الفترة لانها كانت مهمة كفترة تعاون مطلوب للحركة ان تبني فيها ثقافة الحكم لكوادرها وقد نجح عبد العزيز باتاحة هذه الفرصة لها. هذا ما كان في فترة التعيينات.. أما ترشيحنا أحمد هارون لمنصب الوالي أيضا كنت من أكثر المساندين له لأنه أصاب شيئا من النجاح واحدث استقرارا وتنمية في الولاية لذلك كان من المنطقي ان تتاح له فرصة لاستكمال ما بدأه.
{ الا توافقنا بان الاخفاق في انجاز الترتيبات الأمنية سبب مباشر في تجدد النزاع؟
نعم أوافقك ان الترتيبات الأمنية لم تمض بالإيقاع المطلوب أو لم تنجز في الموعد المضروب لها لوجود بعض المشكلات في احصاء جيش الحركة لمعرفة عدده لأنه في الوقت الذي كان يجري فيه الحديث عن الاحصاء كان التجنيد مستمرا من قبل الحركة في حين ان القوات المعنية بالتسريح واعادة الدمج هي التي كانت موجودة عند توقيع الاتفاقية ويجب ان تطبق عليها الترتيبات الأمنية لكن استمرت في التجنيد واصبحت هناك صعوبة في معرفة الاشخاص المعنيين بالحصر ورغم هذه الصعوبة في عملية الحصر لا ينفى أن هناك حقا لهؤلاء المواطنين بانهم سودانيون حملوا السلاح وبعد السلام ينبغي أنت تجرى لهم بعض المعالجات باعتبارهم اشخاصا كانت لهم اوضاع معينة ينبغي أن تعالج.
{ ما السبب الذي جعل الحركة تلجأ إلى هذه الحيلة لعرقلة الترتيبات الأمنية؟
السبب في رأيي ان الحركة ترى أن الجيش هو افضل ضامن لمآلات المشورة الشعبية لذلك كان فهمها ان يظل هذا الجيش موجودا حتى تظهر نتائج المشورة بما يوافق طموحاتها السياسية بعد ذلك تقول ارضاً سلاح واستخدام الجيش ككرت ضمان يدل على عدم ثقتها في انفاذ الاتفاقية.
{ هل يعني ذلك ان المشورة الشعبية كسقف اعلى لانفاذ الاتفاقية غير كافية لدى الحركة؟
يبدو من تقييم مالك عقار للمشورة الشعبية في النيل الأزرق أنها غير كافية في نظر الحركة الشعبية بعد ان رفض لها مطلب تقرير المصير بالنسبة للمناطق الثلاث في التفاوض أسوة بالجنوب. الملاحظ أن كل هذه الاتفاقيات مؤقتة لدى الحركة الشعبية بالنسبة للجنوب إلى حين اجراء الاستفتاء وجنوب كردفان والنيل الأزرق إلى حين اجراء المشورة الشعبية كأن الحركة تقول لقواعدها نحن لم نفصل في القضايا بصورة نهائية على طاولة التفاوض وسنرجع اليكم في وقت ما لاخذ رأيكم مباشرة في الاستفتاء او بطريقة غير مباشرة بالمشورة الشعبية.
{ كيف ترى الربط بين قضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لدى الحركة الشعبية هل هناك ثمة علاقة بينهما؟
في تقديري لا توجد علاقة ربط كبيرة بينهما الا إذا قلنا هي مناطق تعاني من التخلف وجنح ابناؤها لحمل السلاح وحتى مسألة وجود ابناء النيل الأزرق في جيش الحركة شيء لا يذكر بل هناك من يجزم بأنه لا يوجد احد من أبناء النيل الأزرق يحارب في الجنوب فالوجود الضارب الان في جيش الحركة من أبناء النوبة لذلك نقول هذه اوجه شبه ليست بالعميقة بين القضيتين لأن قضية جبال النوبة معقدة ولها امتداد تاريخي ولها تعقيدات دينية والأخيرة غير موجودة في النيل الأزرق لذلك لا أرى اي رابط قوي بين المنطقتين.
{ إذن كيف تفسر ظهور مالك عقار كخليفة ليوسف كوة وامساكه بملف جنوب كردفان؟
طبعاً بعد وفاة يوسف كوة لم تكن المواصفات القيادية لديه متوفرة لدى من تبقى من قيادات أبناء النوبة في الحركة فمالك عقار ملأ هذا الفراغ واصبح كأن هناك علاقة قوية وحتمية بين القضيتين.
{ كيف ترى ظهور دانيال كودي في الوقت الحالي وعبد العزيز الحلو ممسك بزمام الأمور هل يمكن أن يشكل دانيال أحد المخارج؟
أولاً الأمر ليس في يد عبد العزيز الحلو ولا دانيال كودي انما الأمر كله في يد سلفاكير الذي لا يزال القائد العام للجيش الشعبي في ظل عدم وجود او ظهور قائد عام لقوات الحركة الشعبية في الشمال واذا قلت مالك عقار لم نسمع بأنه تولى هذه المهمة فيبقى هذا الجيش تابعا لسلفاكير وعبد العزيز يأتمر بأمره حتى الآن. ثانياً أنا لا استبعد الحوار مع أي شخص.
{ واضح أن هناك إخفاقا في عدم وضع تحوطات لمثل هذه الحالات في حال وقوع الانفصال؟
طبعاً الاتفاقية مبنية على الوحدة لذلك تجد أنه يقال لك كذا وكذا في حالة الوحدة في وقت لم توضع اي ترتيبات واضحة في الاتفاقية في حالة حدوث الانفصال يعني ما كان هناك تصور شامل وحسب رأيي هذا ناتج عن أن الانفصال كان مستبعدا وان الاتفاقية ستنتهي بالوحدة وطبعاً الان هناك وضع قائم يتم تجاوزه بترتيبات من قبل الدولة.
{ إذن ماذا عن مصير ابناء النوبة في جيش الحركة؟
ما أعلمه أن هناك حصرا جاريا لأبناء النوبة الموجودين في جيش الحركة الشعبية وهناك ترتيبات ستتم عبر اتفاق سياسي لأن الأمر اصبح بين دولتين لكن اياً كان عددهم فان دولة الجنوب في حاجة مقدرة لجهودهم.
{ هل تعني انها لن تتخلى عنهم أم ماذا تقصد بعبارة حاجة؟
- أعني أن الصراعات القبلية التي ستشهدها دولة الجنوب سيتم حسمها بالاستعانة بابناء النوبة ومتوقع انفجار الأوضاع وتأخذ طابعا قبليا في الجنوب وهذا واحد من التعقيدات يعني المسألة ليست ارقام أو اعداد ابناء النوبة ومن الذي سيستوعب هنا أو هناك لكن الثابت ان جزءا منهم سيحتفظ به في الجنوب ولا أتوقع اعادة كل هؤلاء المقاتلين والان بعض منهم تسند اليه مهمة حراسة القيادات باعتبارهم قوة محايدة.
{ كيف ترى المبادرة التي طرحها دانيال كودي؟
مبادرة دانيال كودي بداية لبروز تيار لإظهار صوت أبناء جبال النوبة بمطالبهم الحقيقية وطرح ماذا يريد أبناء النوبة وجنوب كردفان دون أن يقرن ذلك بدولة الجنوب ومن يقف خلفها من قوى اليسار بطموحاتهم وبرامجهم وهذا اهم شيء بالنسبة لنا في مبادرة دانيال.
{ إذن ما المطلوب لنجاحها؟
دانيال الان في حاجة لاستقطاب قيادات أخرى من الحركة في المنطقة حتى تكون مبادرته تشكل تياراً وليس توجه شخص والمطلوب منه أيضاً القيام بعمل داخل الميدان لوجود قوات في الميدان حتى يؤكد أن له المقدرة على الإسهام في الحل من هذا المدخل بدون تفاصيل.
{ كيف تنظر للاتفاق الاطاري الذي وقع بين الحركة والمؤتمر الوطني في اديس ابابا ورفضه؟
أنا طبعاً فوجئت بالاتفاق الاطاري وتحفظت عليه لأن الأمور بالنسبة لي يجب أن تسير كما يلي لدينا اتفاق مع طرف كان يحمل السلاح طيب هناك احتمال الا تكون هذه الاتفاقية وافية لذلك وضع الاستدراك الذي تمثله المشورة الشعبية التي بها كاننا نقول دعونا نعيد النظر في الاتفاقية مرة أخرى في اطار يعني ما تكون هناك مطالب جديدة يهم نترك العملية تكمل دورتها بالانتخابات وتكوين المفوضية وبعدها يتم التقييم ونقول الاخفاق في كذا وكذا ونحن أبناء الولاية نريد (123) وهذا هو الشيء الطبيعي الذي يتسق مع الدستور بان تكون المشورة هي المكون الاساسي ولا يمكن تجاوزها يعني الزول ما يفرض ترتيبات جديدة بقوة السلاح هذا غير مقبول.
{ هل ترى أن ليست هناك حاجة لاتفاق جديد؟
أنا قلت هناك اتفاق قائم على الناس أن تنتظر ليصل غايته وان كان هناك نقص يجب أن يكمل وذكرت لك في البداية انه لا بد من حل سياسي بجلوس الطرفين للتفاوض الذي يجب ان يكون جوهره المشورة الشعبية حتى لا نكون كأننا نبدأ من نقطة الصفر.. نستكمل ما بدأناه.
{ ما رأيك في حلف كاودا بين عبد العزيز وحركات دارفور؟
هذا اتفاق خارج اهتمامات مواطني جنوب كردفان لانه تحالف او اتفاق يقوم على رغبة في تغيير السلطة وفصل الدين عن الدولة وهذه لا شأن لمواطني جنوب كردفان بها واسميه تحالف المحبطين لاحداث فرقعة اعلامية بعد أن وصلوا لطريق مسدود للوصول إلى اهدافهم مثل مشروع السودان الجديد او مشروعات فصائل دارفور بعد الدوحة اصبح ليس لها وضع في دارفور.
{ هناك حديث عن تطهير عرقي واستهداف لاثنيات بعينها في جنوب كردفان؟
اولا المسؤول عن اشعال الحرب هي الحركة الشعبية، ثانياً الحرب والرصاص لا يفرقان بين جنس وقبيلة وأخرى لان الضحايا لم يكونوا في كادوقلي أو غيرها من جنسية بعينها وانما من كافة القبائل والاثنيات، أما مسألة الاستهداف هناك التعامل مع المتهمين سبق أن ذكرت لك ان الحركة قوامها أبناء النوبة وليس قبيلة أخرى وهي التي ابتدرت الحرب وعندما بدأنا التحقيقات والاعتقالات طالت أبناء النوبة وليس بصفة أساسية لانهم نوبة وانما لأنهم حركة شعبية فاصبحت المسألة تبدو كأن المقصود ابناء النوبة في حين ان المقصود هو الحركة الشعبية بفكرها ورؤاها واعتدائها على المواطنين باشعالها للحرب. وحتى التقارير التي جاءت من المقرر الخاص لمجلس الأمن، تقرير يونميس الذي سيناقش في سبتمبر القادم ثم اعدادهما في بداية الإضرابات اشار إلى وجود معلومات غير مؤكدة واوصى بان يجرى تحقيق مستقل لأنهم لم يصلوا إلى المنطقة للتثبت مما جرى.. أما مسألة المقابر الجماعية فكثرة الجثث تجعل الدفن الجماعي ضرورة ولا يعني ان هناك ابادة جماعية وهذا ما قال به الهلال الاحمر السوداني، لكن اقول هناك كيد مدبر ومستمر ولن يقف عند هذا الحد لذلك على الناس ان يكونوا متحسبين لعملية التدويل التي هي الان في الطريق ولابد من التعامل معها بجدية.
{ طيب ماذا تتوقع ان استمر الوضع على ما هو عليه الان وتعطل الموسم الزراعي؟
هذا أمر يجب التحسب له طبعاً الأمن هو شعور لدى المواطن وليس تدابير او قرارات فلا بد ان يشعر المواطن من تلقاء نفسه بانه مطمئن وهناك مناطق تم تأمينها وعاد اليها مواطنوها، لكن الزراعة في الولاية ليست بذات المسألة المعتادة سنوياً هناك مشاريع آلية كبيرة تمثل مصدرا اساسيا للذرة لم تتم فيها الزراعة بالطريقة التي الفناها وهناك بعض المناطق تعطلت فيها الدراسة وأخرى أجل فتح المدارس فيها لاكتوبر القادم وغير ذلك من الاشكالات التي يجب التعاطي معها منذ الآن بتوفير بعض المعينات لمواجهة الوضع الانساني بعد الخريف لا بد أن تكون هناك معالجة على المستوى القومي بتوفير الذرة لأن جنوب كردفان لن تكون منتجة لكن الشيء الأهم ويجب وضعه في الاعتبار ان الولاية منطقة انتاج ويجب ان نتحاشى توطين ثقافة الاعتماد على الاغاثة فيها يعني ان يصبح المواطن يعتمد على الاغاثة تصبح أكثر ضرر يمكن أن يلحق بهده الولاية وهذا خطر ان توطن ثقافة الاعتماد على الاغاثة وان تكون المسألة اسعافية فقط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.