أوقعت محكمة الأسرة والطفل أمس الأحد عقوبات رادعة في حق المتورطين في حادثة خطف وبيع الطفلة (ملاذ) التي وقعت احداثها بمنطقة الدخينات جنوبي الخرطوم. وأوقعت المحكمة على المتهم الأول وهو ضابط بإحدى القوات النظامية؛ أوقعت عليه عقوبة السجن (5) سنوات وللمتهمتين الثانية والثالثة عقوبة السجن (10) سنوات لكل واحدة منهما، فيما برأت المتهمة الرابعة من الاتهامات المنسوبة إليها، واستندت المحكمة على قضية الاتهام التي قدم فيها أدلة تثبت خطف المتهمين للطفلة ملاذ التي كانت تلعب بالشارع العام وقد صادفتها إحدى المتهمات وحملتها معها إلى منزل المتهمة الثانية التي اتصلت على المتهم الأول عارضة عليه بيع الطفلة، ونفذتا الاتفاق باستئجار عربة أمجاد أدلى سائقها وهو محام بإفاداته بأن المتهمات ومعهن الطفلة المختطفة قد ركبن معه من منطقة الكلاكلة، وكن يتصلن اتصالاً متكرراً على أحد الأشخاص حتى التقين به قرب جامعة النيلين وتعرف عليه بأنه المتهم الأول وقد رافقهم إلى أحد المنازل بمنطقة أبو سعد حيث تم تسليم الطفلة. وبحسب افادات شهود الاتهام من رجال المباحث بأنه فور الابلاغ عن خطف الطفلة (ملاذ) تم تكوين فريق من البحث الجنائي لمتابعة تفاصيل عملية الاختطاف ونجح الفريق في الوصول إلى أحد المنازل بمنطقة أبو سعد أشارت المعلومات أن بداخله مجموعة من الاطفال، وقد نفذت المباحث عملية دهم عليه عثرت من خلالها على الطفلة المختطفة (ملاذ) ومجموعة من الاطفال بينهم (3) أشقاء كشفت التحقيقات بانهم بيعوا من قبل والدتهم وآخرين، وبدأت الشرطة التحقيق مع صاحب المنزل وهو ضابط بإحدى القوات النظامية اعترف بأنه حصل على الأطفال بوساطة المتهمة الثانية وتدعى (فاطمة) قال إنها أوهمته بأنها تعمل طبيبة في دار تربية الأطفال مجهولي الأبوين، وأن لديهم مجموعة من الأطفال يريدون أن تتبانهم تلك الأسر فوافق على تبني مجموعة منهم وتم تسليمه الاشقاء الثلاثة والطفلة (ملاذ) التي كانت سبباً في العثور على بقية الاطفال، واشارت القضية أن الدينمو المحرك للعملية هي المتهمة الثانية وتدعى فاطمة، وأنها تدير محلاً لتصفيف الشعر وأن زميلتها الثالثة وتدعى سعاد تعمل معها في المنزل وكانت تروي لها عن المشاكل التي تواجهها وعدم مقدرة زوجها على الصرف على أولاده حتى أنه فكر في أن يسلم أبناءها لدار الايتام وقد اسرت لها المتهمة (فاطمة) بانها تعرف منظمة تساعد الفقراء وتصرف عليهم، ويمكن أن تسلم ابناءها وفعلاً قامت الأم بتسليم ابنيها الكبيرين (أحمد وعزام) ثم تسليم ثالثهم والبالغ من العمر (7) أشهر، وقد وجدت المتهمة نفسها الطفلة (ملاذ) تائهة من منزل اسرتها في الدخينات فحملتها وفعلت بها ما فعلت بأبنائها وقالت المحكمة بانها وجدت الأدلة كافية بأن المتهمين قد تورطوا في عملية الخطف وبيع الطفلة (ملاذ) فاصدرت عقوبتها المشددة في مواجهة المتهمين.