{ الأقدار المحضة.. والظروف القاهرة هي التي جعلت (الباشكاتب) محمد الأمين (يتألم شوية) تحت ضغط المرض وهواجسه، وسيتوجه قريباً فناننا الكبير إلى عاصمة الضباب (لندن) لإجراء عملية (فتاق) تعرض لها مؤخراً في ذات مكان العملية الجراحية التي أجراها العام المنصرم. وخص الفنان محمد الأمين جمهوره الوفي في حفله الأخير برسالة حب (دافئة وطويلة) على الدعوات له بالشفاء العاجل ولكونه ظل ملتصقاً بالتجربة ومتصلاً بها.. وهذا الغياب الحزين يمزق نياط قلوبنا.. لأن الباشكاتب قلعة كبرى من قلاع الأغنية السودانية، فهو موسيقار ذكي ومدرسة لها لونيتها ونكهتها وشجونها وزادها وبريقها المشع دوماً. { وفي مرحلة الصبا كنا ندون روائعه الخالدة بمداد أخضر وشغف طفولي النضارة الفي شبابك والطفولة الفي عينيك القلوب الحايمة حولك يا حلو بتتمنى ليك بكرة تشفى وبكرة تفرح يا حبيبي (العمر بيك) فكبرنا وكبر معنا الولع ب «ود اللمين».. ليزداد هو توهجاً خلاقاً شكل تكويننا الموسيقي والذوقي. { إصابة الفنان الكبير محمد الأمين بوعكة صحية هي مرحلة نتمنى بمشيئة الله أن يتجاوزها ويعود إلى عشاقه قوياً معافى صادحاً في ليل الخرطوم بجميل الألحان.. هي أقدار محضة كما قلنا.. وزكاة سيعود بعدها كما كان نجماً ذهبياً يغني لشعبه أغلى الأغنيات. { ود اللمين إحساس متعاظم بالإبداع يكاد حين تتناثر الأنغام من أعماقه يلغي ساقط القول والغناء الباهت.. وأغنياته ظلت مثل الأصداف البيضاء في رحلة النوارس نحو هامات المستحيل. «قلنا ما ممكن تسافر» هي خلاصة تؤكد الرغبة أحياناً وتمحو المواعيد والانتظارات وقلق الأرصفة في المدائن البعيدة. لو تسافر دون رضانا بنشقى نحن الدهر كلو ما بنضوق في الدنيا متعة وكل زول غيرك نملو أقل حاجة تخلي سفرك حتى لو أسبوع أقلو هكذا يتحفنا ود اللمين بهذه الروائع وهي في عرف الآخرين ضرب من المستحيل وانفجار للعبقرية. { فيا أيها المترع والمسكون بالجمال شفاك الله وأطال عمرك وأبقاك تنشر فينا الفرح وتعطي سماء بلادنا طرباً وشفافية.