وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور كثيف من أولياء الدم وطلاب جامعة الرباط الوطني أصدرت محكمة جنايات الخرطوم شرق برئاسة مولانا عادل موسى أمس عقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت على طالبين بالمرحلة الثانوية تمت إدانتهما بجريمة قتل طالب جامعة الرباط الوطني الذي عثر عليه مقتولاً داخل شقة يقيم فيها مع زميله شاهد الاتهام محمد صلاح وقالت المحكمة إن الاتهام قد قدم قضية مكتملة مليئة بالأدلة مما دعا المحكمة إلى توجيه إدانتها للمتهمين تحت طائلة الاشتراك في السرقة والنهب والاشتراك في القتل الجنائي ورد وكيل الأسرة حسن محمد الطاهر على المحكمة بأن أسرته بالمملكة السعودية وأنهم يختارون القصاص من المتهمين فأصدرت المحكمة حكما على (محمد خوجلي) بالإعدام شنقاً حتى الموت و(مهلب مصطفى) وقد أسقطت المحكمة عقوباتها في بقية الاتهام بعد اختيار الإعدام باعتباره الاتهام الأكبر وقد سلمت المحكمة جهاز اللاب توب وكل متعلقاته لذويه وإبادة بقية المعروضات وتأتي خلفية القضية إلى أواخر ديسمبر الماضي عندما أبلغ طالب بمرحلة الأساس الشرطة يفيد بأنه عثر على زميله مقتولاً داخل شقة يقيمان فيها سوياً بمنطقة بري وكشف الطالب من خلال التحقيق معه أنه ترك المرحوم بالشقة ونزل للشارع العام مع أحد معارفه كان يقيم معهم بالمملكة السعودية وعندما عاد من الشارع وجد زميله خلف السرير وهو يسبح في بركة من الدماء وقد حدد الطبيب الشرعي (22) طعنة على جثة القتيل الذي وجد يقبض بيده على سماعة هاتف جوال اتضح أنها تخص المدان الثاني الذي تسلل إلى الشقة عقب نزول زميل المرحوم وصديقه العائد من الاغتراب كما تم الاتفاق بينه وبين شريكه لتنفيذ الجريمة بيد أن المرحوم اعتقد أنه لص فأخذ يستنجد بالجيران فقام المتهم بتسديد طعنات إليه حتى قتله ثم نهب جهاز لاب توب وجهازي موبايل وأموالا وقد نجحت المباحث الجنائية منذ بداية التحري في الوصول إلى المتهم الأول وأنه كان موجوداً لحظة الحادث وقادت الشبهات إليه ليتم القبض عليه ويوضع تحت التحقيق الذي اعترف خلاله بأنه خطط للانتقام من صديق المرحوم موضحاً أن أسرتيهما كانتا تعيشان سوياً بالمملكة السعودية وقد حدثت بينهما خلافات ليعود أحدهما إلى السودان لمواصلة دراسته الجامعية بجامعة الرباط ولحق به الآخر بعد أن أعادته أسرته لمواصلة دراسته أيضاً وبعد استقرارهما سوياً اتفقا على تجاوز الخلافات الماضية وفتح صفحة جديدة ووافق المتهم بينما كان الانتقام حلما يراوده وفعلاً خطط له بعد أن استعان بأحد زملائه بالمدرسة الثانوية اتفق معه على قتل صديق المرحوم وسوف يكون نصيبه من العملية جهاز اللاب توب الخاص به والهاتف السيار وفعلاً تحركا سوياً حتى وصلا للشقة التي يقيم فيها الطالبان بمنطقة بري وقد تراجع المتهم عن تنفيذ مخططه الذي رُسم على أن تكون الشقة خالية إلا من زميل المرحوم فيوجد المتهم الأول معه ويترك الباب مفتوحاً ليتسلل المتهم الثاني ويتعاونا سوياً في قتله إلا أن المتهم فوجئ بأن هناك بعض الأصدقاء مع زميل المرحوم فعالج المتهم الأمر بأن استدعى ضالته خارج الشقة دون إخطار زميله بالتعديل فتسلل المتهم الثاني حسب الاتفاق فوجد أمامه المرحوم فانقض عليه طعناً بالسكين مما أدى إلى قتله ثم لاذ بالفرار واتصل بعدها بزميله الذي كان يضيع الوقت مع صديق المرحوم حتى تخلو الشقة فينفذ الجريمة وأخبره بأنه أكمل المهمة وقتل المجني عليه وحالياً موجود بالسوق العربي واتفقا على اللقاء هناك وفعلاً نفذا الاتفاق ليقوما ببيع جهاز هاتف جوال قام المتهم بسرقته واشتريا من عائد بيع الجوال ملابس وأحذية وقد جمعت الشرطة عدداً من الأدلة من بينها العثور على السكين أداة الجريمة التي تخلص منها المتهم بإلقائها على سطح منزل مجاور وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين كانوا ينوون قتل الشاهد ووقع زميله المرحوم في الجريمة عن طريق الصدفة.