التقت (الأهرام اليوم) بالسيدة/ فاطمة الأمين حرم السيد علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية رئيسة منظمة البر والتواصل والتي تعتبر من أكبر المنظمات الخيرية بالبلاد، التقتها في دردشة رمضانية بعد صعوبة في الوصول إليها، تحدثت إلينا رغم رفضها في بادئ الأمر لإجراء هذا الدردشة لأنها تفضل ظهور العمل دون ظهور الشخصيات، وذلك لأنه يحفز الناس على التنافس، فهي تحترم الساحة الإعلامية الموضوعية المتحرية للأخبار الحقيقية لأن الإعلام يوجه الأنظار للعيوب حتى يعمل الجميع على الإصلاح، وبما أن رمضان السمة الأساسية فيه الجود فقد جادت علينا بالقليل، فتعالوا لنعرف كيف يكون رمضان في حياتهم وهل يحرص شيخ علي على دخول المطبخ وإعداد وجباته بنفسه وهل مائدة نائب رئيس الجمهوريةVIP ولكن قبل أن ندلف إلى هذه الدردشة تعالوا لنعرف أسباب حرص الشيخة فاطمة على امتناعها عن الحوارات الصحفية:- { شيخة فاطمة الأمين ونحن على أعتاب العيد وتفصلنا منه أيام قلائل، دعينا نهنئك بالعيد السعيد ونقول كل عام وأنت بخير؟ - كل عام والأمة الأسلامية والعربية والشعب السوداني بألف خير ونسأل الله أن يعيد رمضان أعواماً وأعواماً والجميع في أتم الصحة والعافية وأن يتقبل ربي صالح العبادة من صيام وصلاة، وتقبل الهبات والصدقات لأن رمضان شهر به عبادة روحية وجسمية ويكثر فيه التواصل الإنساني، فأنا أعتقد بأن الشعب السوداني له حظ كبير من التواصل الاجتماعي والتكاتف وإن شاء الله لا تندثر هذه السمات بل تتطور أكثر فأكثر. { أولاً: شيخة فاطمة وقبل أن ندلف إلى هذا الحوار دعيني أسالك عن ماهي الأسباب التي جعلتك بعيدة عن الإعلام ولا تهوين عمل الحوارات الصحفية وفشلت صحف كثيرة في إجراء حوارات معك؟ - أبتعد عن الحوارات الصحفية لعدة أسباب وهي:- أولاً: أنا أحترم وسائل الإعلام لأن الإعلام الهادف والمسؤول يمثل إضافة للجهد الرسمى وليس عليه وعبره تفاعلنا كثيراً مع المجتمع واستجبنا لمناشدات الكثير من الصحف عبر منظمة البر والتواصل وآخر مناشدة كانت عبر صحيفة الوطن وهي لخمس شقيقات كفيفات وقمنابإعطائهن مشروعاً عبر مشروع بنك المعروف السنوي الذى درجت عليه المنظمة منذ ست سنوات، ولكن أنا أعتقد أن ظهور العمل أهم من ظهور الشخصية لأنه ليس هناك شخصية تعمل لوحدها ونجاحها في أي مجال لا بد من أن يحيط به عمل جماعى مؤسس منظم والله يؤتي كل ذى فضلِ فضله. ثانياً: أنا حقيقة أخاف من الكلام لأنه من خلال تدبري للقرآن الكريم فهناك آية تبعث في النفس التحفظ على القول وهي قوله تعالى: (قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم) الأنبياء الآية (4)، وكذلك فإن السلف الصالح عليهم رضوان الله كانوا يحرصون على العمل أكثر من القول كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه «ليس العلم بكثرة الحديث إنما العلم بالخشية. السبب الثالث: فإن السلطة ابتلاء وفتنة إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، فدائماً ما أحاول أن أتواضع في جميع الأحوال خوفاً من الغرور لأنه من أذم الصفات. أما رابعاً وأخيراً: فأنا لدي وجهة نظر شخصية فالذي يكثر الحديث في الإعلام عما يقدمه فهو يحب تزكية نفسه وعمله والله يقول لا تزكوا أنفسكم وهو أعلم بمن أتقى. { بعد أن تعرفنا على أسباب ابتعادك عن الحوارات الصحفية نريد أن نعرف رمضان في حياة الشيخة فاطمة ماذا يعني لها؟ - رمضان شهر عظيم وأتهيأ له أكثر بالمعينات الروحية وبعض المعينات الحياتية التى تمثل موروثاً سودانياً وهو صناعة (الحلو مر)، فأنا أعتمد عليه اعتماداً أساسياً، ونستعد اجتماعياً بحصر الأسر التي نود مساعدتها في رمضان قبل شهر من الشهر العظيم لأن رمضان هو شهر الجود وذلك بما أفاء الله علينا من رزق. { كيف يبدأ يومك في شهر رمضان وكيف ينتهي وهل تحرصين على صناعة كل الأشياء بنفسك؟ - يومي يبدأ بالسحور وصلاة الفجر، فالسحور شيء أساسي لأن فيه بركة وكما يبدأ به ينتهي به، أما بالنسبة لحرصي على صناعة كل الأشياء، فعندما كنا أسرة صغيرة محدودة كنت أقوم وأشرف على كل الأشياء بنفسي، أما الآن والحمد لله توسعت الأسرة ومعي معاونون يقومون بكل شيء ولكن لا بد من أن أشرف على كل الأشياء، والحمد لله فأنا دائماً ما أشجع بناتي على إداء صلاة التراويح وقيام العشر الأواخر كل عام لأنها بركة العمر كله. ولأن أطفالهم يعوقونهن فدائماً ما أذكرهن بقوله تعالى «... إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم...» سورة التغابن الآاية 14. { لم تخبرينا شيخة عن بقية تفاصيل يومك في الشهر الكريم؟ - بعد أداء صلاة الفجر أراجع جدولي اليومي وأرى ما أذا كانت لي من التزامات بالنسبة لعمل المنظمة أو الجامعة، وبعد ذلك تتخلل اليوم الفروض الاجتماعية الطارئة، كما أحافظ على وردى اليومى من قراءة القرآن الكريم تلاوةً وحفظاً. { ما الطبق الذي تحرص الشيخة فاطمة على صنعه بنفسها في رمضان؟ - أحرص في بعض الأحيان على صنع أشياء مثل عمل الزبادي فنحن لا نستخدم أشياء من الخارج وضبط التقلية لأنها الوجبة المفضلة لجميع أفراد الأسرة. { ما الأصناف التي تحرصون على وجودها طيلة شهر رمضان؟ - الوجبة السودانية التقليدية المعروفة؛ الشوربة والبليلة وسلطة الروب والقراصة بالدمعة والتقلية بالعصيدة، فشيخ علي يهوى القراصة بالدمعة وأنا أفضل العصيدة، ولذلك لا بد أن يوجد هذان الصنفان. { هل شيخ علي يدخل المطبخ «لو عندو وجبة بحبها ممكن يعدها»؟ - لا ولكنه يحب الترشيد فى المأكل والمشرب والمسكن، لذا فهو يبدي ملاحظاته فى الصغيرة والكبيرة. { وهل يحرص على الإفطار مع العائلة؟ - في السابق كان يتناول طعام الإفطار معنا في مائدة واحدة، أما الآن وفي إطار هذه المسؤولية فأغلب الشهر يتناول الإفطار خارج المنزل أو مع ضيوف بالمنزل. { هل تحرصين على قضاء العشر الأواخر في الحرم المكي كل عام؟ - لبضع سنين مضت كنت أحرص على قضاء العشر الأواخر في الحرم المكي ولكن بعد ازدياد المسؤوليات العامة والخاصة أصبحت أقضي العشر الأواخر هنا في السودان. { هل رمضان في حياة زوجة المسؤول يختلف عن رمضان في حياة الزوجة العادية وخصوصاً إذا كان مسؤولاً بقامة وحجم شيخ علي عثمان؟ - السلطة هي تكليف وليست تشريفاً وإذا لم تنقص منك رهقاً مادياً ومعنوياً لا تضيف لك وهي مجهود للغير وليس للنفس وزوجة المسؤول هى سودانية من عامة الشعب السوداني تعيش وفق موروثاته، والحمد لله معنا بالمنظمة عشرات من زوجات المسؤولين انكسرن تماماً للضعفاء وتواصلن مع جميع شرائح المجتمع السودانى فى أبعد الأرياف بالولايات، وزوجة الوزير تحمل هموماً كبيرة حولها فى أسرتها الصغيرة والممتدة فى هذا القطر. { أخيراً ونحن على مشارف الختام التمست من حديثك أنك دائماً ما تميلين للنصائح الإنسانية التي تهذب السلوك لجميع شرائح المجتمع فبماذا توصين الجميع؟ - التمسك بصفتين جميلتين هما التواضع وشكر النعم والتخلى عن صفتين ذميمتين وهما الغرور والوهم.