وتقيم مثل الروح في كل اتّساع ضيق.. تهوى ولوج الجسم من كل اتّجاه.. لا شيء يدرك كيف جئتَ.. ولا القصائد حينما زفرت لديك حنينها رجعت عداه.. يا منتهى الذكرى.. ويا من قلدته الشمس تحرق نفسها ضوءاً وتلثم كل فاه.. يا أنت يا من ما عرفتُ لكل آدم في الورى عشقاً سواه.. { صمت من الدهر وأنا أنتظر فكراً هلامياً يلقح خاطري، يحدثني مرراً عن متعة السفر إليك.. فوضى تحيط بالقلب من كل جانب، جسد فطرته الجراح وألمّت به مصائب القلب المنكوب فآلمته حتى النخاع.. أشلاء أنثى حطمتها الأيام حين اندلاع حروب القدر.. هذي أنا قبل أن تطرق باب القلب بعنف مؤلم، كنتُ في نوم عميق حينها، فخرجت والرعشة تغزو جسدي من كل اتجاه.. التفحتُ الصبر مرة أخرى.. لم يكن في نيتي أن أرحب بك.. بل خرجت لأقول لك بملء الفم «أهذا أوان طرق لهذا القلب المتحجر»؟! ولكن تحجّرت العينان حينها، بل وتحجّر الدم في العروق كأنّما استرجت كرياته الدوران في فلك الجسد إلى حين ولوجك فكان لها ما انتهت.. وسكنت دون أدنى تعب.. وكأنّ ما كان يؤرقني من قبلك هو شغف الدواخل وضجيجها وسؤالها الملح عنك.. تساءلتُ خيفةً: يا ترى هل سيظل مختبئاً خلف القلب هكذا وكأنه يساعده على النبض؟ أم أنه سيغادرني على حين غفلة من الفرح؟! كان يجيبني صوت تلكم الأنثى المحطمة التي بدأت تستعيد وعيها رويداً رويدا: بل سيظل..! فابتسمُ وأظل في حالة من الرضا والسرور.. فشكراً سيدي لأنك علمتني الصمود أمام المحن، وليس هذا ما يميزك أمامي، إنما شكراً لأنك جئت في هذا الزمن الغريب..! { خلف نافذة مغلقة: وأتيتَ مثل الضوء ينشر روعة الرؤيا ويوشك أن يظل.. وأتيتَ مثل الزهر ينثر عطره الأخَّاذ للآتين عبر منافذ الإحساس أغنية وطل.. وأتيت يا من قلّما يبقون في الدنيا كما قد جئت أو ستظل في الدنيا وإن طال الأجل.. ستظل في عين الحقيقة في عميق القلب وحدك سيدي الرجل الرجل..