في تطور ملحوظ شهد السوق لأول مرة قفزة نوعية في سعر كيلو لحوم الضأن إلى (36) جنيهاً في بلد يوجد به أكثر من (125) مليون رأس من الماشية، في وقت أطلقت فيه جمعية حماية المستهلك السودانية دعوة للمستهلكين بمقاطعة اللحوم وكافة السلع الأخرى التي تشهد ارتفاعاً جنونياً في الأسعار بصورة غير مبررة. وطالب الأمين العام للجمعية دكتور ياسر ميرغني المواطنين برفع شعار (الغالي متروك) لإرغام التجار الجشعين على خفض الأسعار. وحمّل د. ياسر مسؤولية انفلات الأسعار للحكومة. وكشف عن إتجاه للجمعية لوضع خطة عملية لمجابهة غلاء أسعار السلع الاستهلاكية تستهدف جمع عدد من الجهات ذات الصلة بالسلع الاستهلاكية والمواطنين بغرض الخروج برؤية تسهم في محاربة الغلاء معلناً أن الجمعية ستناقش كيفية إيجاد الحلول المناسبة لغلاء الأسعار. ومن جانبها عزت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية ارتفاع أسعار المواشي واللحوم داخلياً للمضاربات بين التجار والسماسرة والمصدِّرين وعدم وجود كيان تسويق منظم للسوق الداخلي والخارجي بجانب ارتفاع أسعار الأعلاف والموسمية في العرض والطلب على اللحوم. وأوضح د. فيصل حسن، وزير الثروة الحيوانية ل(smc) أن الوزارة وضعت عدة ضوابط وشروط لحماية المصدِّرين من السماسرة والمضاربات التي تحدث في الأسعار وذلك بتنظيم الأسواق وإنشاء أسواقاً رسمية مخصصة للصادر وبيع الحيوان بالوزن بدلاً عن الرأس وإيقاف الدلالة السرية والدفع الآجل ومنع المضاربات بين التجار والسماسرة والمصدِّرين. ودعا الوزير المصدِّرين إلى الإلتزام بضوابط التجارة الخارجية في ما يتعلق بالبيع والشراء، كاشفاً أن الحل للمشاكل أعلاه يمكن في إنشاء شركة مساهمة عامة ذات مقدرة مالية كبيرة تقوم بعمليات التسويق الداخلي والخارجي والترحيل لمحاربة السماسرة والمضاربات وكل ما من شأنه رفع الأسعار، مبيناً أن الوزارة بنهاية شهر يونيو الماضي قامت بتصدير (1.282.527) رأساً من المواشي الحية و(5114.875) طناً من اللحوم.