تدرجت وسائل المواصلات على مر العصور فكان السير على الأرجل نسبة لقلة الأماكن والبشر، ثم على الدواب ثم على الحديد. وتشكّلت أنواع الحديد وتفنن المخترعون فيه امتداداً من (الطرماي) وحتى آخر الموديلات في هذا الزمن. فرح الناس كثيراً لمجرد فكرة بص سياحي به شاشة لعرض الأفلام لأن ذلك يختصر المسافة على المسافر ويؤانس وحشته في هذا السفر وليست فقط هذه الشاشة، إنما الكثير من تقديم الماء والحلوى والعصائر والوجبات وملطف الجو على مدار الرحلة و«الاسكراتشات» والهدايا وما إلى ذلك. فتعوّد المسافر على هذه البصات لما فيها من ميزات بأسعار ثابتة معروفة ومناسبة لما يقدم من خدمات، ودارت عجلات الزمن رويداً رويداً، فأكل الاسكراتشات جميعها ذئب ما، ثم ذهبت الهدايا ربما لمملكة بلقيس، وأصبحت الحلوى بعد فخامتها تلك باهتة لا تتجاوز قيمتها الخمس جنيهات، ثم مرّ الزمن وتبدل الحال إلى الأسوأ حيث نسي المضيف إحضار العصائر، وصدر قرار بإيقاف الوجبات في البصات السفرية وحينما نتساءل عن السبب لا نجد إلا فتات إجابة باهتة تقول إنه حدث تسمم في العديد من البصات نتيجة وجبات ملوثة!!؟ بالله عليكم أي إدعاء هذا وأي استهتار؟؟ «طيب ما دام الوجبات ملوثة الأفضل تخلوا بالكم منها ولا تبطلوا تقدموها، سمح وكت خليتوها، التذكرة مالها زايدة لسع وحق وجباتنا دا ما ترجعوهو لينا»!. أيهما أفضل، أن تقدِّم وجبة نظيفة صحية، أم أن تضيّع منا الساعات في انتظار إفطار الركاب أو غدائهم؟ الأفضل هذا الجوع الذي يغزو أمعاءنا أم تلكم «التصبيرة» التي تقدمونها؟». «أها وبالنسبة للاسكراتشات سممو ليهم شريحة ولا كيف؟» بما أن تعرفة السفر لم تتغير نتيجة تغيير الخدمات فيبدو أن الموضوع مكشوف أمام الأعين، مواطن تغريه المظاهر فترفع الشركات قناعها وتبدو الحقيقة المرة أمامه. «يعني بالضبط زي البت السمحة بالبهرجة» وليته كان على هذا فقط، إنما حتى هذا الملطف الرخيص «شافوهو خسارة على الركاب» أو خسارة يا قلبي الحنين».. { خلف نافذة مغلقة: «بلا فيكم اللاقى بله»..