} حاولت جمع بعض المعلومات عن التوم هجو مستشار عقار وجليسه في أول وآخر مؤتمر صحفي لعقار بعد انفجار الأوضاع في النيل الأزرق وقد شاعت أخبار في البدء أن الرجل اختفى ولا أثر له حتى فاجأ الناس من داخل المؤتمر الصحفي الذي عقده عقار بالكرمك قبل أيام وخلفه مباشرة علم الحركة الشعبية في ذات اللحظة التي يشاهد فيها شعب السودان مقطع فيديو يظهر فيه عقار وهو يحرق علم السودان. } التوم هجو يقيم بالولايات المتحدةالأمريكية ويتردد أنه مقرب من مخابراتها وقد حاول الرجل قبل عدة سنوات تشكيل فصيل متمرد بولاية سنار إلا أن محاولته هذه لم يكتب لها النجاح وظهر بعد ذلك في معية قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في حفل توقيع اتفاق القاهرة ومن ثم عاد إلى أرض الوطن وخاض الانتخابات الفائتة وسقط سقوطاً مدوياً ولكن الوالي المنتخب عقار عينه مستشاراً له وهكذا سارت به خطواته إلى داخل مخططات تقسيم وتدمير السودان والرجل له ما يحمله في هذا الدرب بحسب قربه من الدوائر الغربية المعادية لبلاده حتى صار إحدى أبرز أدواتها من أبناء شمال السودان وهم كثر تتباين أدوارهم مثلما تتباين انتماءاتهم وتوجهاتهم. } خروج التوم هجو مع عقار لن يخسر بسببه الكثير طالما أنه يحمل الجواز الأمريكي وأسرته تقيم هناك ويتسلح بصفة (أمريكي) التي ستسهل له طريق الخروج (لي غادي) في حال فشل مخطط عقار وهذا شيء مؤكد في ظل انكسار قواته وخسارته قيسان منذ عصر الجمعة الفائتة وخسارته باو منذ عصر أمس الأول والخناق الشديد الذي تنفذه القوات المسلحة على الكرمك وفي ظل تقدم القوات المسلحة في كافة الجبهات وهذا ما تؤكده التصريحات القوية التي أطلقها الحاكم العسكري وحدد من خلالها هدفه من العمليات التي تخوضها قواته في النيل الأزرق وهو كسر شوكة الحركة الشعبية وتدمير جيشها بالكامل وتخليص النيل الأزرق من أكبر مقعداتها ومهدداتها. } أمثال التوم هجو كثر وهم يشكلون خطورة بالغة على أوطانهم ويقدمون أنفسهم لخدمة الأجندة الأجنبية مقابل الجواز وإقامة الأسرة وهم يأتون إلى بلدانهم فقط من أجل تنفيذ بعض المهام التي توكل إليهم مثلها مثل المأموريات ومن ثم يعودون أدراجهم. } دعونا نتساءل هل للتوم هجو مصلحة في خروجه مع عقار غير مصلحته الشخصية أو تنفيذاً لأوامر محددة ألزم بها وهو رجل مدني ليست له معرفة أو تجربة في القتال ولذلك فإن أقصى ما يقدمه لعقار هو بعض الغطاء السياسي الذي لا يتجاوز المؤتمرات الصحفية والتصريحات لوسائل الإعلام والظهور بجانب عقار وغداً عندما تضيق الحلقة بالكرمك أكثر وأكثر فإن الرجل سيغادرها إلى دولة الجنوب أو إلى إثيوبيا شاهراً جوازه الأمريكي الذي سيسهل عليه مغادرته وترك عقار وقواته يواجهون مصيرهم بعد أن تلاشت إمكانية مواصلته لأدواره التي أسندت إليه التي لا تتجاوز أن يكون بوقاً خلف عقار من داخل موكب تدمير السودان. } من خلال مواقف وتصريحات قيادات الأحزاب المعارضة وبالتأكيد مواقف وتصريحات مخزية ومن خلال مسيرة طويلة ظللنا نراقبها ونرصد تطوراتها عبر ما نطالعه من صحف وما نشاهده كفاحاً ونسمعه من حراك تشهده الساحة السياسية السودانية ومن خلال ما جربناه من تجارب لهذه القوى أكاد أقطع بأن زوال هذه الفئة الحاكمة الآن هو زوال لوطن اسمه السودان لكثرة ما يناله من ذل وهوان إن جثم على سدة الحكم في بلادنا أمثال التوم هجو والكثير من قيادات الأحزاب ليس من الحكمة ذكرهم بالاسم ولكنهم بمواقفهم وتصريحاتهم على مدى عقدين من الزمان نكاد نحصيهم وما أصابهم من ضعف أحياناً نرده إلى عدم الوعي وأحيانا يلفت نظرنا باقان إلى المال لما يتجاوز المليار كان ثمناً لمواقفهم المخزية طيلة سنوات الاتفاقية وأحياناً نستدرك تاريخهم وتجاربهم القريبة جداً في الحكم والمعارضة ونوقن بأنهم حقيقة ليسوا جديرين بحكم السودان. } أين هي القوى السياسية التي تتمتع بجاهزية شيوخ وشباب ورجال ونساء المؤتمر الوطني التي تستطيع صون كرامة هذا الوطن بالرغم من بعض القصور وهو شيء طبيعي ولكنه مقارنة بقصور الآخرين يعتبر الأقل أثراً ولنقرب الصورة في هذه المفاضلة بين المؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى نقول إن المؤتمر الوطني يتحمل انفصال الجنوب بالرغم من مواقف القوى السياسية الضاغطة والسلبية والداعمة للحركة الشعبية، وفي المقابل فإن في حكومة السيد الصادق في الديمقراطية الثالثة - قبل هذه الرابعة - كان التمرد يضرب أطراف كوستي و(70%) من الجنوب بيد الحركة الشعبية ولو لا استلام الجيش للسلطة لضاع السودان بكامله ولشرب قرنق القهوة في المتمة لو لا لطف الله سبحانه وتعالى بهذه البلاد.. وختاماً لا أريد أن أقول إنهم جميعاً (التوم هجو).