دشَّنت مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم الأحد الماضي بمسرح الفنون الشعبية بأم درمان إلبوم ( لو ألقى بندقية) للمطرب المهاجر عمر بانقا نجم فرقة عقد الجلاد السابق. الأمين العام لأروقة خليفة حسن بلة كان أول المتحدثين في الليلة وقال إن عنوان الإلبوم (لو ألقى بندقية) يدل على أن النص يبحث عن سلاح. وأردف أن المطرب عمر بانقا مسلّح بالفن وله دور كبير في الاحتفال بهذا السلاح الذي تم تجميعه بأمريكا. وأردف أن الاحتفالية صادفت ذكرى الحادي عشر من سبتمبر غير أن (بندقية) عمر تأتي من أجل بسط قيم الخير والحق والجمال. منتج الليلة الممثل جمال عبد الرحمن قال إن الإلبوم ظل حبيساً طوال ست سنوات حتى رأى النور اليوم. أما المحتفى بإلبومه المطرب بانقا فأبان أن «لو ألقى بندقية» اليوم له قصة طويلة بدأت مع الملحن حمزة سليمان ثم إيهاب أغا والموصلي، وبرّر عنوان الإلبوم بأن البندقية ليست دوما ًتعني القتل والهدم، بل قد تكون رمزاً للسلام والمحبة. وتحدث عن الجلسات الطويلة لإعداد الإلبوم وأنه غادر إلى أمريكا في عام 1997م مودعاً فرقة عقد الجلاد الغنائية التي ظهر عبرها كما راهن على جودة ألحان حمزة سليمان وتوزيع الموصلي الموسيقي، ثم قدم عدداً من أعماله بالإلبوم للشعراء محجوب شريف، محمد طه القدال، عبيد عبد النور، محمد الحسن سالم حميد صاحب الأغنية عنوان الإلبوم وعمر البنا لحنها له حمزة سليمان والموصلي. الشاعر محمد طه القدال قال إنه تشرَّف من قبل بالمطرب الراحل مصطفى سيد أحمد وأنه اليوم يتشرَّف بعمر بانقا كما أنه مؤمن بأن القصيدة يمكن أن تُغنى بمختلف الأصوات والإيقاعات - في إشارة إلى الأغنية التي قدمها عمر على إيقاع الراب (لو ألقى بندقية) وتبنى تجويد الألحان القديمة حتى في السمفونيات ولكنه رفض اسم الإلبوم (لو ألقى بندقية) وقال إنه إن وجد بندقية فإنه سيعطيها للجيش بعد أن يضمن أنه لن يوجهها لصدور المواطنين. وخالف ما قال به سابقوه وأكد أن البندقية لم ولن تكون رمزاً للسلام فهي رمز للحرب والدمار. الملحن حمزة سليمان قال إن عمر بانقا قد بذل مجهوداً مقدراً في إخراج أغنيات الإلبوم وأنه مؤهل ليعيد عقد الجلاد لسيرتها الأولى. الدكتور الماحي سليمان قال إنه لابد من الحديث عن هذه الأعمال مؤمناً أنه أحس بالفرق بعد أن كاد أن يصاب بالإحباط طوال السنوات الماضية من ضعف الأعمال المطروحة، مؤكداً أن الغناء السوداني بخير طالما أن هناك مجددون. مضيفاً أن تجربة عمر بانقا تطورت وأنه أصبح فناناً متكاملاً. الموسيقار حافظ عبد الرحمن قال كنا نحسب أن ترحال الفنان يوقف إبداعه، ولكن في حالة عمر بانقا حدث العكس فقد تطور وأبهر. أما الفنان المسرحي علي مهدي فقال إنه سعيد بخروج الإلبوم للناس وأن عمر بانقا من الأصوات الجيدة فقد وقف خلفه شعراء كبار وملحنون جهابذة، مضيفاً أنه تابع إعداد الإلبوم طوال خمس سنوات مضت وفي الختام وزعت نسخ من الإلبوم على جميع الحاضرين. عمر بانقا في سطور من مواليد مدينة الأبيض تلقى تعليمه بمدارس أم درمان (الحارة السادسة الإبتدائية - الوفاق المتوسطة- الأهلية الثانوية) شارك عبر برنامج جنة الأطفال مع الفنان الموسيقار يوسف السماني. التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم وسطع نجمه فيها مغنياً بارعاً وشارك في برنامج القناة عشرة ومسرحية عنتر وعبلة مع فرقة الأصدقاء ممثلاً ومغنياً. التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح - كلية الموسيقى والدراما حالياً - في أواسط الثمانينيات وتخرَّج فيها متخصصاً في الصوت والبيانو. عضو مؤسس لفرقة نمارق الموسيقية الغنائية 1987م انضم إلى مجموعة عقد الجلاد الغنائية. وطاف معها معظم بقاع السودان وشارك في عدد من المهرجانات الدولية (مهرجان القاهرة السينمائي - باو باو بسويسرا- مهرجان الموسيقى بلندن- النيل بألمانيا- ميوزيك ببولندا- بابل بالعراق- المجمع العربي بباريس).. وغيرها من الفعاليات الموسيقية داخل السودان وخارجه.. هاجر إلى أمريكا في العام 1997م .. مواصلاً لمشروعه الفني مستفيداً من علاقاته مع موسيقيين سودانيين هناك إلى جانب انفتاحه على آخرين من كبار الموسيقيين العرب والأفارقة والأمريكان.. وجلس متتلمذاً على يد أستاذة روس في البيانو.. سجل حضوراً دائماً ومبدعاً في مناسبات الجالية السودانية بأمريكا مع مشاركات رسمية في العديد من الملتقيات الفنية هناك (مع أصالة نصري في لاس فيغاس، والشاب خالد ورضا العبد الله - مهرجان أنا العربي في نيويورك- مهرجان الموسيقى بشيكاغو).. وغيرها.. عاد للساحة الآن عبر إلبوم (لو معايا بندقية) وهو أول نتاج نضوجه الفني.. وثمرة استفادته من ثورة التقانة والحداثة والتكنولوجيا والموسيقى. لو ألقى بندقية معمرة وصقور معاها كم حدية بسكت الطيور عشان قعد تصحي عوارض أرزقية كأني خاذي سارق تحرشن عليّ تشيِّلن بنادق ترسلن إليّ أقول ليهن دي غنوة لأحلى جارة ليا «حميد»