من يضعن قناعاً من الخداع ويستلب الزمن من أجسادهن ما يشاء من الكذب.. - أنا لست ممن يروَّجن عن مزايا دواخلهن كي يخترق الرجل جدران قلوبهن متى ما يشاء. فأنا يا سيدي أنثى سميك جدار قلبها.. يحمل في طياته صخباً من الكرامة وكماً من الأنفة.. وكبرياء لا ينحني. - أنثى لم تتعود على صمتين حينما تبوح ولا على دربين حينما تسير... - فكيف لها أن تعتاد على عشقين في قلبها الشفيف. - عذراً سيدي.. - يبدو أنك طرقت باباً غير الذي قصدت.. هذا بيت الوفاء، وهنا يقطن الصدق، هنا يبدأ الإخلاص وينتهي! منبع الحب أنا، رمز الصمود والتحمل، جليد في داخلي لا يعرف الانصهار إلا حين شوق، هنا يرتاح النبض حينما تمرُّ على طريقه طالباً الزاد. - والآن تدعي زوراً بأني لستُ لك؟؟ - وتثور مثلما الأطفال حين يطلبون الشمس عند أقدامهم؟؟ أوهكذا علمك الزمن؟؟ - أو هذه نتيجة إسرافي في التدليل؟؟ إذن فلتفعل ما شئت.. - ولكن دعني ألقنك درساً.. ثق تماماً أنك لن تغادر هذا القلب دون أن تترك ما أوتيت من عشق ومن أمن ومن لغة ومن.. ومن.. ومن... - فأنا التي فصلتُ لك الأشواق جلباباً مميزاً.. - وأنا من هذَّبت صوتك الذي يحدث عنك الآن. - أنا من جعلتك هذا الرجل مكتمل المراسم.. ليس بمال ولكن بدمي وعمري، وليت المال كان ثمناً.. - من سباتك العميق.. قم.. فالكهف صفق حينما جئت وصوتك في دمي والعمر ولى، ما عادت اللغة هي اللغة، ولا عاد الناس هم الناس، ولا عدت أنا.. أنا.. امرأة تمارس التقديس في حرم الأسى.