يا حليل سنوات مجاعة 1210ه التي أكل فيها الناس اللحم (بدل الذرة) فسميت (سنين أُمات لحم)!! والجزارون غداً سوف يخرجون ألسنتهم بل و(ألسنة) خرافهم وعجولهم استهزاءً بمقاطعة شراء اللحوم الحمراء. وأم كلثوم حينما كانت تشدو من رائعة الهادي آدم (يا خوف فؤادي من غدٍ) كنا نطرب حتى العظم!! والحملة لم تحرض المواطنين على مقاطعة شراء (العظم)!! والغد لناظره قريب.. و(الناظر) زمان في المدارس له (شنة ورنة) وأصبح الآن يسمى (مدير) كأنما نحن (ناقصين) مديرين في مؤسساتنا الرسمية. و(الغد) هو ميعاد (أحد المقاطعة) للحوم الحمراء ولمدة ثلاثة أيام وشعار جمعية حماية المستهلك: (الغالي متروك). ولا ندري لماذا حددوا فقط (اللحوم الحمراء) إذ أن (اللحوم البيضاء) أعلنت أيضاً تمردها. والوالي السابق د. المتعافي، أعلن على رؤوس الأشهاد.. والحاضر يكلم الغايب.. أن الفراخ سوف تصبح أسعارها في متناول صاحب أي دخل (مهدود).. وسوف يهتف الغلابى: (فوق فوق.. فراخنا فوق)!! وأن البلاد سوف تنعم بأصوات الدجاج من كل حدب وصوب (كاك.. كاك)، بل ستصبح (نغمة) في موبايالاتنا. حدوتة (الفراخ الرخيص) طلعت (كذبة) وما أكثر الأكاذيب التي فجعنا بها. و(نعود) كما يجئ على لسان مذيعاتنا (المبتسمات) في فضائياتنا.. وأنا ما عارف مبتسمات على شنو؟! على اللحمة الزادت.. والخضروات الزادت.. والزيت الزاد.. والدقيق الزاد.. واللبن الزاد.. والفراخ الزاد.. والليمون الزاد.. والدواء الزاد.. والكبريت الزاد.. والأسمنت زاد.. والسيخ زاد.. حتى (الأسود) زاد؟! والليل (زاد) يبقى بعاد يا حبيبي!! ومعذرة للمطرب الكابلي. ومن أطلق مقولة (الغالي بي غلاتو يضوقك حلاتو) فهو كاذب لأنها قولة حق أريد بها باطل. ونعود إلى حملة (الغالي متروك) غداً.. ونقول إنها «كحة» .. والكحة ولا صمة الخشم. والمؤتمر الوطني (يكح) من تسريبات ويكيليكس ضد منسوبيه. وحزب الأمة (يكح) من تعيينات الجمهورية الثانية.. وأحزاب (الاتحادي) تكح من شتات شملها. والأحزاب الأخرى التي لا ترى بالعين المجردة (تكح) من قلة الزاد وطول السفر سياسياً. ووزير المالية (يكح) من صدمة البلد اقتصادياً بعد الانفصال. ومجلس الصحافة والمطبوعات (يكح) من إصداره قرارات إيقاف الصحف الرياضية.. والشوارع والأزقة (تكح) من القمامة المتراكمة.. ورئيس اتحاد الفنانين حمد الريح (يكح) في وجه ترباس.. وترباس (يكح) ساخراً من حمد الريح. والكل (يكح) من ليلاه.. و(هوي يا ليلى هوي)!! فمن يعثر على (دواء كحة) لكل ما ذكرناه عليه الاتصال فوراً بأقرب (نقطة) ماسورة!!