{ أتعجَّب، بل تلجمني الدهشة والحسرة على أبناء السودان العلماء.. والخبراء.. والكفاءات، وأنا أسمع وأقرأ عن القرارات والمراسيم الجمهوريَّة الصادرة بتعيين «فلان» و«علان» مسؤولاً في هذا المرفق أو ذاك، بينما هذا «الفلان» أو ذاك «العلان»، كان يعمل بذات الوظيفة أو بذات (القطاع)..!! { يبدو أن صُنَّاع القرار أصبحوا لا يرون ولا يسمعون إلاَّ مَنْ يتردَّدون عليهم في المكاتب أو البيوت، أو مَن يُردِّد أصحابهم و(إخوانهم في المصالح) المقرَّبون للكبار، أسماءهم عند أهل السلطان في لحظات صفاء، و(روقة مزاج)!! { عندما يُفكر أصحاب القرار في مرشح لمنصب وزير الماليَّة أو محافظ بنك السودان، فإنَّ دائرة الترشيحات لا تنفتح على كل غير هؤلاء: (حسن أحمد طه، الزبير أحمد حسن، محمد خير الزبير وصابر محمد الحسن) وربما اسم خامس أو اسمين لا حظَّ لهما!! ولهذا فإنَّهم عندما بحثوا عن محافظ لبنك السودان بديلاً لدكتور «صابر» الذي انتهى عقده، فإنَّهم حدَّدوا ثلاثة: (الزبير، ومحمد خير، وبدر الدين محمود نائب المحافظ)، فاختاروا «محمد خير» لأنَّ «الزبير» اعتذر واكتفى بمنصبه في أمانة الاقتصاد بالحزب، أو ربَّما لأنَّ حرمه وزيرة للدولة بوزارة التعليم العام.. أو لأسباب تتعلق بميزات تفضيليَّة للمرشح الذي صدر لصالحه القرار..! { الآن.. يردِّد البعض في المجالس والصحف اسم الدكتور «حسن أحمد طه» وزيراً للماليَّة في التعديل الوزاري المرتقب!! والرجل كان قبل فترة وزير دولة بوزارة الماليَّة وانتقل منها إلى البنك الدولي!! والدكتور «محمد خير الزبير» الذي أصبح محافظاً لبنك السودان قبل عدَّة أشهر في دورته (الثانية)، شغل قبل سنوات، مناصب وزير الماليَّة، ووزير دولة للماليَّة، ومحافظ لبنك السودان..!! (هذه الملاحظات لا علاقة لها ببقاء أو ذهاب السيد علي محمود عن منصب وزير الماليَّة). { وكما ذكرنا هنا في عدد الأمس فإنَّ اللواء (م) «الهادي بشرى» الذي تم تعيينه بمرسوم دستوري أمس الأول والياً للنيل الأزرق، شغل منصب الوالي بذات الولاية قبل (14) عاماً..!! { وبذات الطريقة تجد أسماء محدَّدة (تدور) حول الوزارات، والمناصب التنفيذيَّة في قطاعات الاقتصاد، والسياسة، والدفاع، والإعلام.. وكأنَّ الله لم يخلق غير هؤلاء وأولئك في هذا البلد المتعوس!! سفير يتقاعد، فيوسِّط (الوسطاء)، فيعود إلى الخدمة سفيراً في هذه العاصمة أو تلك!! ليس واحداً.. ولا اثنان!! وآخر ينقلونه من هناك إلى هناك.. مباشرة.. لأن القيادة راضية عنه!! لا أدري.. لماذا؟! وقنصل.. ومستشار.. وملحق إعلامي.. من هناك إلى هناك..!! ووزير من هذه الوزارة إلى أختها.. أو بنت عمها..!! { سيِّدي الرئيس: عذراً.. أرجو أن تقلب الصفحة.. والكتاب.. أرجو أن (تفج) الصفوف.. وتنقّب بعيداً.. بعيداً عن هذه الوجوه.. افتح هذه (الدائرة المغلقة).. امنحهم إجازات.. ولا تظنَّن أنَّه (التيم الكاسب).. فلا كسب نرى.. ولا يحزنون..!! أعانكم الله.. وحفظكم لخدمة البلاد.. والعباد.