جزمت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أمس (الخميس) باستحالة تحديد موقع سقوط قمر صناعي منتهي الصلاحية، من المتوقع اصطدامه بالأرض، مساء (الجمعة). ورغم تأكد «ناسا» بشكل قاطع بأن القمر الاصطناعي، المخصص لأبحاث الغلاف الجوي العلوي، سيدخل الخلاف الجوي الأرضي بعد ظهر يوم الجمعة، بالتوقيت المحلي، بيد أنها أشارت إلى صعوبة تحديد مكان سقوطه بدقة، حتى قبل لحظات من اصطدامه بالأرض، إذ أن المساحة المتوقعة للسقوط تشمل (57) درجة شمال وجنوب خط الاستواء وهي مساحة معظم الكرة الأرضية. وكانت الوكالة الأمريكية قد أطلقت القمر الصناعي، المخصص لأبحاث الغلاف الجوي العلوي ويعرف بUARS، من على متن المكوك «ديسكفري» عام 1991، وأوقفته عن العمل في 2005 بعد إكمال مهمته. وعوضاً عن ترك القمر الاصطناعي، الذي بلغت تكلفته 750 مليون دولار، لينضم إلى الآلاف من قطع المخلفات التي تهيم في الفضاء السحيق، قررت ناسا إعادة المركبة، التي نفد وقودها، إلى الأرض. ونظراً لأن المياه تغطي 70 في المائة من سطح الأرض، فإن الخبراء رجحوا سقوط الحطام في المحيطات أو البحار، وأنه لا خطورة على البشر حتى في حال سقوطه على البر. ويشار إلى أنه أكبر قمر اصطناعي تابع للوكالة يعود للأرض منذ ثلاثة عقود، علماً أنه وبوزنه البالغ ستة أطنان، لا يمثل سوى جزءاً يسيراً من «سكاي لاب» البالغ وزنه 75 طناً، الذي اصطدم بالأرض في 1979، واستقر غربي أستراليا. (يوارس) لن تحترق أجزاؤه كلية في الغلاف الجوي للكرة الأرضية، ويرجح أن تكون هناك (26) قطعة كبيرة من بقاياه ستصل سطح الأرض. «ناسا» تمضي في التأكيد على أنه سيكون بإمكان العلماء التوصل الى توقعات دقيقة حول المكان المحتمل لسقوط المركبة قبل ساعتين من دخولها المجال الأرضي، وتشير إلى حقيقة أنه لم يحدث أن أصيب أي شخص بشظايا أجسام سقطت من الفضاء حتى الآن. «مارك ماتني» وهو أحدالعلماء في مكتب «برنامج شظايا الفضاء» التابع لناسا، يقول إن هناك دائماً سببا للقلق، لكن نسبة المناطق المأهولة على سطح الأرض ضئيلة، ولذلك فاحتمال الخطر ضئيل في اعتقاده. تجدر الإشارة إلى أن دخول القمر الصناعي للغلاف الجوي الأرضي سيكون مرئيّاً بالعين المجردة حتى أثناء النهار، إذ أن احتكاك القمر مع الغلاف الجوي سيؤدي إلى توهجه بشكل شديد وانقسامه إلى عدة أقسام. وحسب آخر حسابات أجريت لمدار القمر الصناعي، وذلك يوم (الأربعاء) 21 سبتمبر في الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت غرينتش، تفيد هذه الحسابات أن القمر سيسقط على الأرض يوم (الجمعة) في الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينتش (زائد أو ناقص 14 ساعة) والمكان الحالي المرشح لسقوطه هو في البحر شمال قارة أستراليا، وبالطبع فإن كلا من المكان والزمان ما زال غير دقيق وهو سيتغير بالتأكيد. ووفقاً لمواقع إلكترونية متخصصة فإنه - عبر خدمة «جوجل إيرث» - تم رصد مسار القمر الصناعى الأمريكى الضال (يوراس) قُبالة السواحل الشرقية للسودان مروراً فوق الأراضى الإثيوبية، وذلك فى تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت السودان أمس الأول (الأربعاء).