الحديث عن الربيع العربي هو قرينة لغوية فيها من موحيات العشق للثورة ما يحيل دماء الشباب إلى قطرات ماء، وأرواحهم إلى ذرات هباء، ليس لأن الروح بلا ثمن ولكن لأن للحرية الحمراء باباً بكل يد مُضرجة يدق. الربيع العربي كلمة سر انتظمت مجموعة من الدول العربية وقد قام بها شباب ليس له لون ولا عرق ولا ثقافة ولا طائفة ولا مذهب ولا دين، بمعنى هو حالة انفعال للكرامة إيجابية انتظمت كل الجماهير من أقطارها المعنية. هذا الربيع العربي يخشى عليه من السرقة بالمعنى المفتوح.. أي أن تنسبه جهة لنفسها يمينية أو وسطية أو يسارية.. كما يخشى عليه من الالتفاف من الدول ذات الهيمنة كأمريكا وفرنسا وألمانيا وغيرها، هذه الدول خاصة هناك فاتورة يفترض أن تسدد لحلف الناتو الذي ساهم في عملية التحرير من الأنظمة ذات الصلاحية المنتهية كالنظام الليبي مثلاً. غير أن الربيع في بعض الدول عمل بازدواجية معايير غربية، إذ هذا الربيع يفترض أن يكون أي فصل آخر صيفاً أو شتاءً أو خريفاً طالما أن الأنظمة المتفق عليها تخندقت وراء خدمة المصالح الاشتراكية.. وضرب الوحدة العربية وشق الشمال داخل الأمة الواحدة وتقوية الشوكة المغروسة في قلب العالم العربي والمسلم (إسرائيل). يضاف إلى ذلك علاقات التعقيد التى شابت بعض الثورات. مثلاً: سوريا هناك تأكيد من مصادر موثوقة أن هناك جهات لعبت منذ اليوم الأول لعبة الجماهيرية في سوريا على وتر الخلاف، عملت على حصد الأرواح من الجانبين حتى توفر مناخاً إيجابياً للعداء وتوسع شقة الخلاف، وتحول دون تلاقي الشعب والنظام في منطقة حلول هناك لتعقيد آخر تراه بعض الأقليات، فمثلاً يرى كبير الأقباط في لبنان أن حقوق الأقلية المسيحية بل ووجودها مرهون بوجود الأسد في الحكم وهو الضمانة الوحيدة لاستقرارهم وأمنهم. غير أن أكبر العلل هي حرمان الشباب الثائر من غضبه وتخويفه وزرع النكوص في عروقه، فمما لا شك فيه أن أرض الله الواسعة كلها غاضبة على اليهود، وعلى نظام مصر الذي مرغ كرامة الأمة العربية في الوحل، وما الذي حدث في الطابق الثالث عشر في البناية التى تضم بعض شققها السفارة الإسرائيلية والاعتداء عليها وبعثرة أوراقها إلا عمل يوضع في ميزان حسنات الشعب الثائر والشباب الغاضب. ثم أي جهة ترعى العهود وتحافظ على حرمة المواثيق: إسرائيل المغتصبة أم أمريكا التى ستلوح بحق الفيتو في وجه قيام دولة فلسطينية بعد اعتراف (13) دولة معها في مجلس الأمن الدولي؟!. بإحكام مصر أطلقوا اليد المصرية الثائرة، امنحوها فرصة التعبير عن غضب قومي مكتوم. فلعل الأوراق الرابحة التي ستلعبون بها لا تتوفر لكم في مستقبل قريب. ختاماً كل سنة والعالم العربي صحيح في ثورته.