صمم مدرب الأرسنال خطته الدفاعية لمواجهة الهلال على مراقبة هيثم مصطفى ولم يضع بالا للغزال مهند الذي أربك حسابات الكوكي وقد اعترف بذلك وقال إن مشاركة مهند لم تكن في حساباته. قدم مهند مباراة كبيرة وفك الحصار عن هيثم وأسهم بشكل كبير في ظهور الهلال بمظهر رائع في الشوط الأول وقد تميز الأداء العام بالانفتاح الهجومي وهو المظهر الذي كان سمة ملازمة للهلال في المباريات السابقة نحمد الله أنها عادت في هذا التوقيت الحساس من الموسم على المستويين الداخلي والخارجي. تخلى ميشو مكرها عن اللعب بثلاثة محاور بسبب غياب علاء للإصابة ونعتقد أن وجود هيثم ومهند معا في تشكيلة واحدة منح الهلال سيطرة ظاهرية خاصة في الشق الهجومي استعاد بها خط الهجوم طلعاته وخطورته وقد تميز كاريكا وسادومبا في فتح الثغرات والتقدم ومنع دفاع الأهلي من التقدم. ومنحت مشاركة الثنائي الهلالي المزيد من التنوع وانتهى الاعتماد على هيثم وحيدا في صناعة اللعب نظرا للامركزية التي أدى بها مهند المباراة فكانت سببا في تحرير أتير الذي أحرز الهدف الأول بطريقة رائعة. اعترف الكوكي بجدارة واستحقاق الهلال بالفوز والنقاط ولكنه أشار لعدد من نقاط الضعف ولم يكشف عنها ونخشى أن يكون سربها للترجي كما فعل العملاء من قبل. الهلال كتاب مفتوح للفرق الأفريقية ولكن البعض يحاول اختلاق أزمة نفسية لتشتيت أفكار اللاعبين. ومن الملاحظات غير المحمودة حالة الهرجلة التي سادت الفريق بعد خروج عمر وهيثم ويمثل عمر حقيقة دور ضابط الإيقاع وتوجيه اللاعبين والمتابعة والتغطية للزميل. ونلاحظ أن الأهلي ظهر بلياقة بدنية أفضل من الهلال ربما لأنه مرتاح والهلال عائد من رحلة طويلة تسببت في الإرهاق. وكنا حذرنا من السفر بالإماراتية وطالبنا بالمصرية اختصارا للوقت ونرجو أن يراعي المجلس ذلك في مباراة تونس أو يغادر بطائرة خاصة. ظهرت بالهلال عدة فراغات بالوسط أثرت على الدفاع فيما تميز الأهلي باللياقة والتنظيم والحركة الجماعية ونحسب أن الهدف المبكر أفاد الهلال وأحبط الأهلي وإلا فكان شكل الأخير سيختلف وقد شاهدنا إصراره على التعديل حتى آخر دقائق المباراة. الفارق كبير جدا بين الترجي والأهلي ولهذا تراخى لاعبو الهلال ونحسب أن شكل الفريق سيختلف باختلاف الدوافع والرغبة والحضور الجماهيري وأحلام النهائي. ولكن لابد من التنبيه للسلبيات لأن أخطاء الأهلي غير مطلوبة نهائيا أمام الترجي. نحيي المعز على استعادة الثبات ونتمنى ضبط الأعصاب. لا نهمل تحليل الكوكي الذي قال إن منطقة قوة الهلال هي نفسها قوة الترجي ويقصد الوسط وهذا يعني ضرورة زيادة الاهتمام بالدفاع وتحسين الشكل الهجومي. رغم تألق كاريكا وسادومبا ومن بعدهما بكري إلا أن الهجوم صام حتى لو احتسبنا الهدف الثاني لكاريكا لا يشفي الغليل. ونبهنا من قبل للفرص السهلة التي تتطاير من المهاجمين ولم نلحظ أي جهد أو ملامح تدريب عليها ونتمنى ذلك خلال الأيام القادمة. تأجيل مباراة الأمل سلاح ذو حدين فالفريق سيكتفي بمباراة الأهلي فقط لمواجهة الترجي وهي غير كافية. ويخشى الجهاز الفني الإصابات والإرهاق وهنا يكون القرار سليما. لو أدى الهلال مباراة الترجي بذات حماس وإرادة وتماسك وروح وتعاون الشوط الأول سيحقق النتيجة المرجوة. ولن نقبل مطلقا دخول هدف في شباك الأسياد لأنه سيعقد الحسابات. وعلى الفريق الضغط لإحراز عدد من الأهداف لا يقل عن ثلاثة رغم صعوبتها. الترجي فريق كبير ولا يعرف اليأس ويكفي أنه لم يخسر في المجموعات. حلم البطولة يداعب كل الفرق وللترجي ثأر خاص بعد أن سحقه مازيمبي بلا رحمة في الموسم الماضي. وسيعمل على حماية نفسه في المباراة الأولى حتى لا يصعب عليه التعويض كما حدث مع الكنغولي. خدع ميشو الكوكي ونتمنى أن يخدع مدرب الترجي في المباراة المقبلة ويشرك ذات العناصر رغم تحفظنا على الأداء الباهت لطرفي الملعب فلا هما نجحا هجوما ولا أحسنا الدفاع وظهرا بحالة يرثى لها من اللياقة والتشتيت الذهني فارتكبا اخطاء قاتلة. لقاء لم الشمل الذي دعا له رئيس الهلال بداره العامرة خطوة جبارة تطوي المسافات بين الأقطاب والهلال ودعوة للتعاطي مع الكيان بعيدا عن التعقيدات ونتمنى أن تثمر خيرا. وعلى المجلس تكليف أحد الأقطاب الكبار والرؤساء السابقين أو الإداريين القدامى بقيادة بعثة تونس ونتمنى أن تكون الطائرة الخاصة هي الناقل بجهد الأهلة جميعهم.