نظم تحالف قوى المعارضة أمس الاثنين ندوة بدار الحزب الشيوعي حول الوضع الاقتصادي بالبلاد مع تراجع قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، ودعت الندوة التي شارك فيها خبراء اقتصاديون إلى حل النزاعات في مناطق القطاع الزراعي المطري وتحقيق التنمية المتوازنة، ونادى متحدث في الندوة بأن يتصدر حل الأزمة الاقتصادية أولوية المعارضة وليس قضايا الحريات والديمقراطية. ورأى الخبير الاقتصادي د. محمد إبراهيم كبج أن ارتفاع سعر الصرف للجنيه مقابل الدولار الأمريكي لا يمكن تداركه بالتضييق على تجار العملة لجهة أن السوق السوداء هي الشريك الأكبر للبنك المركزي في النقد الأجنبي نظير الفجوة التي قدرها كبج ب 5 مليارات و850 مليون دولار. وحمل كبج الحكومة مسؤولية خطأ تطبيق سياسة التحرير بشكل لا يتناسب مع الأوضاع في البلاد منوها إلى أن مصر طبقتها بالتدرج وبصورة أكثر رأفة بدعمها المستمر للخبز وصناعة الأدوية وأنها رغم قربها من الغرب أكثر من السودان لم تستجب بالكامل لمطلوبات التحرير، ودعا إلى حل النزاعات في مناطق القطاع الزراعي المطري وتحقيق التنمية المتوازنة لاستدامة السلام، وحذر بشدة مما وصفه ب «الغبن» التنموي الذي يفضي إلى رفع السلاح، وعاب على الحكومة عدم استثمارها لعائدات البترول في القطاع الزراعي. بينما طالب الخبير في مجال التنمية د. إبراهيم الأمين، تحالف المعارضة بتكوين عدة لجان لوضع إستراتيجية بعيدة المدى لحل الأزمة الاقتصادية وجعلها أولوية في برامجها وليس قضايا الحريات والديمقراطية باعتبار أن الأزمة الآن ليست من يحكم السودان مشددا على الاهتمام بالتنمية البشرية وتأهيل المواطن. واعتبر الخبير الاقتصادي حسن ساتي الإجراءات التي اتبعتها الحكومة لتخفيض الأسعار غير مجدية، وأن الحل في معالجة جذور الأزمة، مشيرا إلى أن البلاد تعاني من الركود التضخمي، وقال إن الحكومة جزء من المشكلة وليس الحل.