{ شهدت خدمة الإمداد الكهربائي بولاية الخرطوم، والعديد من ولايات السودان، استقراراً مشهوداً طوال موسم (الصيف) المنصرم و(الخريف) الذي شارف على نهاياته، بصورة غير مسبوقة، تفرض علينا حتمية الإشارة إليها، والإشادة بها، والثناء على القائمين على وزارة الكهرباء والسدود بقيادة الوزير (الطاقة) «أسامة عبد الله محمد الحسن». جالت بخاطري هذه الملاحظة أمس، وأنا أستريح صباحاً وبصري مُعلَّق إلى (المروحة) في سقف الغرفة وهي تضرب الهواء دون توقف، طول الليل وكل النهار..!! الكهرباء نعمة.. نسأل الله أن يديمها علينا في ظل هذه الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، عالمياً، ومحلياً. { شكراً «أسامة عبد الله».. مزيداً من الكهرباء ومزيداً من السدود. - 2 - { يبدو أن مشاركة الحزب (الاتحادي - الأصل) في الحكومة المرتقبة مربوطة بعرض (أفضل) أو أعلى سقفاً من الذي قدمته لجنة (المؤتمر الوطني) برئاسة البروفيسور «إبراهيم أحمد عمر». بيان (الاتحادي) المنشور بصحف اليوم يترك الباب (موارباً)، ولا يغلقه تماماً، وهذه طريقة مولانا السيد «محمد عثمان الميرغني» التي تُميزه عن بقية الزعماء السياسيين في بلادنا. (مولانا) يطالب بمشاركة تحترم تاريخ وحجم الحزب الجماهيري، ويبدو أن (سقف) المؤتمر الوطني لمشاركة (الأصل) كان منخفضاً.. تصريحات الدكتور «نافع علي نافع» نائب الرئيس لشؤون الحزب، المنشورة أيضاً بصحف اليوم، تؤكد أن (المؤتمر الوطني) متمسك بمشاركة (الأصل)، وهذا يعني أن «نافع» يسعى لرفع (السقف) إلى ارتفاع مناسب. وهذا عمل سياسي محترم يُشكر عليه د. «نافع»، ويقدِّم هذا الرجل بصورة مختلفة عن تلك المعهودة في أذهان (الاتحاديين)، و(الشيوعيين) و(الأنصار) وغيرهم من المعارضين حول شخصية «نافع علي نافع». { سياسة جديرة بالاحترام أن يجتهد «نافع» لإدخال الحزب (الاتحادي الأصل) في الحكومة، بعد فشل الحوار مع حزب (الأمة القومي) في تحقيق هذا الهدف الذي كان ينشده كل سوداني وطني غيور، يحلم بالتفاف القوى السياسية الكبرى حول هدف واحد هو استقرار ورفاهية هذا البلد. { قرر حزب (الأمة) عدم المشاركة، مفضلاً خيار (الجهاد المدني) في مواجهة النظام الحاكم!! وأنا حقيقة - مثل كثيرين - لا أعلم طبيعة هذا الجهاد المدني، ولا وسائل تحقيقه، ولا المدى الزمني المطلوب لإنجاز المهمة، وحجم الخسائر والأضرار (على كل الوطن والشعب) في طريق الوصول إلى النهايات..!! ولكني أعلم أن حزب (الأمة) خسر كثيراً وسيخسر أكثر وهو يستجيب (لابتزاز) فصائل معارضة أخرى، لا شيء عندها لتخسره، وسيظل الحزب في حالة (سكون) يهدد بالموات..!! { نحن مع مشاركة (الاتحاديين) بفصائلهم المختلفة في الحكومة، ولكننا ضد إضعافهم للحكومة بتقديم أسماء باهتة، وشخصيات ضعيفة، ورجال تجاوزت أعمارهم «الستين عاماً». في هذه الحالة، الأفضل للبلاد ألاّ يشاركوا، وأن تظل الحكومة (حكومة مؤتمر وطني) بكامل الانفراد، على أن تتقاعد قيادات (المؤتمر الوطني) التي تجاوزت عمر «الستين»، وتتفرغ للعمل السياسي في دوائر وأمانات الحزب. { ستكون مشاركة مضرة للغاية إذا أراد (مولانا) و(الدقير) إرضاء مساعديهما ومشايعيهما بالمناصب، على حساب الشعب السوداني المقهور. { إذا كان للاتحاديين علماء وخبراء وإداريون في الداخل أو الخارج، ولا شك أن لديهم آلاف من هذه الفئات، فليقدموهم للوزارات، أما إذا كانوا يحتفظون (لأهل الحظوة) بالمقاعد، فالأفضل عدم المشاركة. { لقد أظهرت تجربة (المؤتمر الوطني) الأخيرة في الدفع ببعض الكوادر الشبابية إلى الوزارات، أظهرت ضعفاً بالغاً لا تخطئه عين (محايدة) في أداء وزراء وتنفيذيين وتشريعيين في مختلف المواقع، فإتاحة الفرص للشباب لا ينبغي أن تكون مطيّة لإضعاف الجهاز التنفيذي والسياسي. { لماذا لا نمنح (الاتحاديين) أو (الأنصار) أو غيرهم من المستقلين، من أهل (الثقل الحقيقي) وليس (الأوزان الخفيفة) والأحزاب الوهمية، لماذا لا نمنحهم وزارات مهمة مثل «الخارجية»، و«الداخلية» و«المالية»، لماذا نجحد بها عليهم إذا قدموا لها الكفاءات، فقد تكرمنا بها من قبل لست سنوات لوزراء (الحركة الشعبية) الانفصالية العنصرية، ودون فائدة؟!! { في رأيي، يجب أن يقيِّم (المؤتمر الوطني) المشاركة من ناحيتين: ناحية (سياسية) وهذه مهمة، وناحية تأثر الجهاز التنفيذي بالمشاركة سلباً، وإيجاباً، وذلك اعتماداً إلى كشف (الأسماء) المقدمة لشغل المناصب الدستورية، فإذا ضعُفت الأسماء، ضعفت قيمة المشاركة بنسبة (50%)، لأنها ستكون معوقة لعجلة الدولة، حتى ولو في مناصب يراها البعض (هامشية)، وهي في الحقيقة (مهمّشة) بفعل النظرة المتخلفة، مثل وزارات (السياحة)، و(الثروة الحيوانية)، و(الإعلام).. وهي أهم الوزارات في دول أخرى!!