{ يا مظلل قزازك.. المتقل ستارات ما لازم مسارك.. عارف الريد مسارات ماشي عكس الشارع.. يا الكاسر الإشارات كاتب في قزازك.. أيام الريد ما فات أنا لو بتاع حركة.. بقطعك إيصالات يا مدقش قلوبنا.. بايعنا بي عربات { هكذا صدحت «الفنانة» التي «فنّت» الآذان بحجارة لم تتوان عن إيذاء أذواقنا لحظة، ونحن نقف في «الاستوب» في انتظار الضوء الأخضر.. أربعون ثانية فقط تكفي لتسميم سمعك أو ربما ذوقك «وأنا لو بتاع حركة بقطع الزول المشغّل الهبل ده ميتين إيصال». { إلى أين يا ترى سيأخذنا التيار ونحن نعاني من هبوط حاد في الذوق العام؟! { متى سينجلي ليل الخوف على الجيل القادم لتشرق شمس الطمأنينة في سماوات الفن الجميل؟! { ليس فقط الفن، بل كثير من القيم الأصيلة والعادات «السمحة» أخذت تتلاشى رويداً رويداً دون أن ندرك الخطر القادم. { الغناء الهابط.. مصطلح تداولته أجهزة الإعلام كثيراً حتى أصبحنا نمل تكرار الموضوع لأنه لم يعالج جذرياً، ولم نسمع أو نقرأ حتى الآن قانوناً يمنع ترديد هذه الأغاني التي تأخذ منا أكثر مما تعطي. فما هي الروح التي تمدنا بها مثل هذه الأغاني؟ ولماذا نرهق ذاكرتنا بمثل هذا الهرج؟! أسئلة تعالت صيحاتها من ألم الخروج دون أن تعود محملة ببنت شفة.. هذا هو الحال.. { «إذا فرضنا طيب إنو الغنا دا محلاتو الحفلات، لأنو هجيج وطرب وتلات ارباعو أورغن.. لزوم مروقو للشارع شنو؟! يعني نتطوطح ونحنا ماشين ولا كيف؟!». { الألم أكبر من أن تسطره بضعة أقلام على ورقة بيضاء ملّ الكثيرون الاطلاع عليها، ولكن يظل العقل في حالة من اللا اتزان يبحث عن من يحرك عجلة الزمن ربما إلى الوراء قليلاً لتعود بنا الأيام إلى زمن مضى تذوق فيه من كانوا قبلنا أصالة الفن «وخلو لينا عقاب غُنا». { هذا لا ينفي وجود الكثير من الشباب الذين أحسنوا اختيار المفردة الأنيقة وتربعوا على عرش القلوب بألحانهم الرائعة.. وتميزوا في الأداء فحالوا بيننا ومقاطعة الاستماع لشباب هذا الزمن. (وغايتو الله يعينّا)..