} تمور الساحة الكروية في بلادي، هذه الأيام، بالمطاعنات والاتهامات والهجوم والهجوم المضاد.. ولا نخفي أن البعض وجد ضالته ليؤكد عملياً سواد نيته وابتعاده عن أسمى معاني الرياضة..!! } تابعنا جل الإصدارات الرياضية تتعامل مع هزيمة الهلال بكل الانفعال مع العلم أن الهزيمة واحدة من ثلاثة احتمالات في الكرة.. وفي اتجاه آخر وجدت حادثة الاعتداء على الحكم الجزائري رواجاً كبيراً بقصد التشفي..!! } حتى ولو سلمنا جدلاً ثبوت واقعة اعتداء رئيس الهلال على الحكم الجزائري فهل يا ترى أن التعامل بتلك الطريقة، الشماتة، سيكون النموذج الأمثل للدور الذي ينبغي أن تقوم به الصحافة تجاه المجتمع..؟!! } إن ما حدث وسيحدث في قادم الأيام ما هو إلاّ دليل عملي يكشف حجم الخطأ الذي يتعامل به السواد الأعظم مع مهنة الشرف والأمانة..!! } ومهما كانت المبررات والدفوعات فإن الصحافة بريئة من ذلك العبث.. وكذلك الحال بالنسبة للرياضة التي هي في المقام الأول تسامح وتسامي..!! } إن ما حدث من الإصدارات الرياضية المريخية، شماتة، تريقة واستخفاف كان بالامكان أن يحدث من الإعلام الهلالي حال هزيمة المريخ.. وبالتالي فإن صحافة المشجعين في بلادي صارت ترسّخ للعصبية والتعصب..!! } المؤسف أن المشجعين العاديين هم الأكثر سعادة بما يحدث من جانب المشجعين الذين يمارسون التشجيع على صفحات الجرائد.. وثبت أن الحظ العاثر هو الذي حول مكان البعض من المدرجات إلى المكاتب..!! } الصورة القاتمة التي نتابعها والمكائد التي تدور على صدر الصفحات الرياضية حالياً، ما هي إلاّ انعكاس طبيعي لحجم الفراغ الذي تعانيه رياضتنا عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص..!! } ينصرف كبار الإعلام الرياضي، اسماً، عن أكبر وأهم حدث رياضي يتمثل في المباراة المرتقبة لمنتخبنا السوداني أمام غانا، تبقى لموعدها ساعات معدودة، يتفرغون للمكاواة..!! } يترك كبار الإعلام، والحقيقة أنهم صغاره، أخبار منتخبنا الوطني ليمارسوا الانتقام أو الرد على اتهامات الطرف الآخر.. ورغم ذلك يظلّون محل الاحترام..!! } الحرب الحالية، نعم حرب، تسهم رضينا أم أبينا في تراجعنا إلى الوراء.. وتجعل المقام يطيب لنا في النفق المظلم..!! } إننا بحاجة إلى من يوقظ الهائمين على وجوههم.. أولئك المتوهمون بالنجومية في مجال الإعلام الرياضي.. ويدلهم إلى جادة الطريق..!! } إنهم حقيقة غارقون في وهم كبير.. يتناسون يوم الحساب والسؤال.. ويتوهمون بأن مكانتهم الحالية ستظل باقية لهم مع العلم أن الواقع غير ذلك تماماً..!! } معاني الرياضة الحقيقة بريئة من ما يلوثون به الصفحات.. ودور الصحافة أشرف وأكبر من النظر إلى الأمور من زاوية التربح..!! } تغيير المفاهيم آت لا محالة.. رضي المرجفون أو رفضوا.. ولنردد بصوت جهوري في آذان الجميع: لو دامت لغيرك.. لما آلت لك..!!