{ ما هذا الذي يحدث في وسطنا الفني والصحافي تحديداً في ساحة الغناء؟! ولماذات تدهورت لغة التخاطب والحوار لهذا الدرك السحيق؟ كيف ولماذا تحوّل بعض الفنانين والفنانات من كائنات رقيقة ووسائط للمحبة والأحاسيس والشعور النبيل إلى أشخاص غلاظ لا يتخيرون اللفظ ولا يحسنون القول ويتحيّنون كل فرصة أو سانحة لإخراج غلوهم وحسدهم على زملائهم أو من يوقعهم حظهم العاثر في طريقهم؟ { الكثير من الاستفهامات وعلامات التعجُّب طافت بذهني وأنا أتابع المعارك الوهمية في الوسط الفني وعوضاً عن أن يمتعنا بالجديد المفيد من روائع النغم تباروا في إظهار العداء واستخدام أحدث فنون الاغتيال المعنوي والحروب الكلامية..وهنا لا يقع اللوم على هؤلاء فقط، وإنما يتحمل المسؤولية مناصفة بعض حملة الأقلام في الصحف الفنية والاجتماعية والصفحات المتخصصة التي كنا ومازلنا نعوِّل على من يتولى قيادتها الكثير. { وثمَّة مناشدة أخيرة للإخوة بمجلس الصحافة والمطبوعات أن يهتموا بهذا الملف ويولونه وقتهم واهتمامهم. { وحقيقة ذهلت وأنا أطالع بعض الكتابات الرخيصة والآراء السالبة تجاه ما تنشره الصحف في حق بعض الفنانين والمبدعين من نقد شخصي وغير موضوعي وتناسوا دور النقد الحقيقي.، وفي اعتقادي الصحافة الفنية والاجتماعية حادت عن الطريق المرسوم القويم وتجاوز بعضها الكثير من الخطوط الحمراء. والأمر جد خطير ويحتاج لخطوات مراجعة سريعة لإكمال مسيرة النقد الفني دون اسفاف أو تجريح. إن الفنان إنسان اختصه المولى عزّ وجلّ بموهبة ميّزه بها عمن سواه لذا لابد من أن يكن الأنموذج والقدوة والمثل المشرِّف ما دام أنه مسؤول عن ترقية ذائقة الأمة والسمو بوجدانها.. وإثرائه بكل مضامين قيم الخير والحب والتوادد.. أما المتفلتين عن هذه القاعدة فعلى الزملاء من حملة الأقلام في الصحف الفنية إغلاق الأبواب في وجوههم حتى تبقى الساحة الفنية بكل بهائها وإشراقها باعتبار أن الفنون تقوم على قاعدة أخلاقية سامية.