اللوحة الذهبية على بساط الإدارة العامة للسجل المدني بوزارة الداخلية تتراءى أمام الناظر في وجود مشروع برنامج حيوي واستراتيجي يدغدغ أحلام الحاضر والمستقبل في مجال المعلوماتية والإحصاء وتنظيم حركة المجتمع والميكانيكية الحياتية من وحي الملامح التقنية والعصرية. دلالات المشهد السيريالي تعكس عصارة مجهودات العقول الذكية والعزائم الأكيدة والحراك الثاقب لتأطير صيغة انطلاقة مشروع الرقم الوطني الذي يمثل أيقونة الإبداع المعلوماتي والرؤية السحرية من إدارة السجل المدني في إطار حركة كثيفة تؤدي إلى قيام ركائز دولة الحداثة والتحضر والتخطيط البعيد!! إنه برنامج معطون من رحيق النخب والنهضة الإبداعية والينابيع الثقافية ليواكب عصر الهندسة الوراثية واكتشافات الفضاء وأمصال الشيخوخة. كان يوماً مشهوداً وبهجياً وفاصلاً في تاريخ إدارة السجل المدني بوزارة الداخلية تتزاحم في ثناياه اللحظات المليئة بالفخر والاعتزاز التي تعكس ملامح الشعور النبيل الذي يترجم الخطوات الحثيثة لبلوغ مقاصد ملامسة الأشواط البعيدة والفضاءات السحرية!! فقد كنا ثلة من الصحفيين جلسنا قبالة مجموعة من كبار ضباط السجل المدني الذين انتظموا كالعقد النضيد على طاولة الاستماع والتفاهمات حول مآلات وأبعاد مشروع الرقم الوطني وملحقاته وهم العميد شرطة طه عباس مدير إدارة العمليات والعميد شرطة هاشم علي عبدالرحيم عضو اللجنة الإعلامية والعقيد شرطة صلاح حسن الطيب مسؤول سجل ولاية الخرطوم والعقيد شرطة عصام عباس أحمد مدير وحدة تقنية السجل المدني والمقدم شرطة فتح الرحمن محمد توم مقرر اللجنة الإعلامية ومدير المكتب التنفيذي لمدير عام السجل المدني والمقدم شرطة عبدالعزيز أمين محمد مدير إدارة الإعلام. كان الحوار شيقاً وجذاباً على أمواج الأوتار العملية والجرعات الذكية من خلال المداخلات والآراء العميقة التي سادت الإجواء التفاؤلية، حيث تولى سعادة اللواء شرطة محمد أحمد السيد محمد مدير الإدارة العامة للسجل المدني فاتحة التنوير والإفادات في الجلسة الارتكازية وكان حاذقاً وملماً تسنده العزيمة وقوة الشكيمة والقدرة على الإبانة!! مدخلنا في التعرف على ماهية المشروع الاستراتيجي المعلوماتي كان في الطواف على المركز التقني للبيانات بالسجل المدني الذي يحتوى على الأجهزة الإلكترونية العصرية في عالم تخزين المعلومات وأسس برمجيات الشبكات التي تصب على جميع مراكز التسجيل من خلال الألياف الضوئية لتكون المحصلة وجود القوة الهائلة من التقنيات التي تملأ المواعين والأقراص بالمعلومات الشاملة والدقيقة عن الدولاب الحياتي لكل أفراد المجتمع!! كان هنالك العقيد شرطة عصام عباس أحمد يستخدم الحكمة والتألق وهو يشرح العمل الخلاق داخل الحلقة الإلكترونية وهو يرتقي بالمستمعين ويعمق إدراكهم حول مستويات الحداثة وتكنولوجيا المعلومات وآليات البرامج في مشروع السجل المدني الذي يمثل إكسير التنمية البشرية في البلاد خلال المستقبل. وفي هذا الجو تناثرت كبسولات التلاقح الفكري والتبادل المعرفي والنهل من ينبوع مشروع القرن الحادي والعشرين. لقد شعرت بأن رسالة السجل المدني بوزارة الداخلية تملأ المجتمع السوداني بدفقات هائلة من مطلوبات المعلوماتية والنظام والضبط وفرضيات الاستعداد للغد وكم تلمسنا بأن هؤلاء الرجال ينتهجون أسلوب الصدمة الحسية والمحاججة وطرائق الجاذبية الخاطفة للأبصار، والمسلك العلمي العميق للوصول إلى أهدافهم وتحقيق الغايات المنشودة. والمحصلة كانت هنالك نجومية بعيدة وروح طموحة ارتسمت على مشوار إدارة السجل المدني في عملية استخراج الرقم الوطني وهو مشروع التنمية والتنظيم والمستقبل، لذلك جاءت بطاقة الرقم الوطني على صيغة عصرية تحمل عنصر الحماية والتحصين من ويلات التزوير والمعلومات المغشوشة ولم يفت على المقدم شرطة فتح الرحمن محمد توم مقرر اللجنة الإعلامية إبلاغنا بالكشف عن واقعة التزوير التي قام بها أحد المواطنين حيث ثم التعرف على مسلكه المعيب عن طريق تقنية البصمة العشرية. ملحمة السجل المدني بوزارة الداخلية برنامج مدروس جدير بالاهتمام والتشجيع والتدقيق في إطار مذاق فريد على إيقاعات المسؤولية الوطنية، لذلك رأينا صاحب العرس الكبير اللواء شرطة محمد أحمد السيد محمد مبتهجاً وفرحاً وهو يرى مشروع أحلامه يسري في الدواخل ويبقى طازجاً في الوجدان والواقع الملموس.